ارتفاع تاريخي للفضة.. المعدن الأبيض يخطف الأضواء من الذهب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أسواق المعادن حالة من الاضطراب الإيجابي مع دخول الفضة موجة صعود تاريخية جديدة، حيث تجاوز السعر الفوري للأوقية حاجز 58.39 دولار اليوم الإثنين، ليُسجل مستوى قياسيًا غير مسبوق، مستكملًا الارتفاع الحاد الذي شهده يوم الجمعة الماضي عندما قفز المعدن الأبيض بنحو 6% دفعة واحدة، محققًا رقمًا قياسيًا آخر في مسار صعود يعد الأسرع منذ عقود.

الفضة تشعل الأسواق

وتتواصل رحلة الفضة الصاعدة لليوم السادس على التوالي، في حركة قوية جعلت قيمتها تتضاعف تقريبًا منذ بداية العام، متخطية بذلك حتى أداء الذهب الذي حقق مكاسب تقارب 60% خلال الفترة ذاتها. 

وتداول اليوم المعدن الأبيض بالقرب من مستوى 51 دولارًا للأوقية بعد مكاسب إضافية بلغت نحو 2.4%، في وقت سجلت فيه العقود الآجلة في نيويورك ارتفاعًا لافتًا بنسبة 4.5% لتبلغ 49 دولارًا، بعدما لامست أعلى مستوى لها خلال الليل عند 58.61 دولار.

يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بعدة عوامل متشابكة تتعلق بالوضع الاقتصادي العالمي. فمن ناحية، دفعت التقلبات المتزايدة في أسواق رأس المال المستثمرين إلى الإقبال على الأصول الآمنة، وعلى رأسها المعادن الثمينة،ـ لكن في حالة الفضة تحديدًا، يظهر تأثير عامل آخر أكثر عمقًا يتعلق باضطراب التوازن بين العرض والطلب، خاصة في ظل وجود فجوات متزايدة في المخزونات العالمية، ما يعزز الضغوط الصعودية على الأسعار.

ويشير خبراء أسواق المعادن إلى أن الارتفاع الحالي ليس منفصلًا عن التحركات التاريخية للعلاقة بين الذهب والفضة، فمع صعود الذهب القوي خلال الأسابيع الماضية، تجاوزت نسبة الذهب إلى الفضة مستوى 100 مرة، وهو مستوى نادر الحدوث ولم يظهر في هذا القرن سوى خلال فترة جائحة كورونا، قبل أن يعقبه انعكاس حاد في الأسواق كانت الفضة أحد أبرز المستفيدين منه.

ويبدو أن موجة التقلبات الأخيرة قد أعادت خلط الأوراق داخل أكبر المراكز العالمية لتداول الفضة، فقد شهدت لندن، التي تُعد السوق المركزية الأكبر للفضة عالميًا، تدفقًا غير مسبوق للمعدن في أكتوبر الماضي بهدف تهدئة أزمة نقص حاد في السيولة، وهو تدفق ساعد على استقرار السوق مؤقتًا، لكنه وضع مراكز أخرى تحت ضغط كبير، أبرزها مستودعات شنغهاي المرتبطة بعقود الفضة الآجلة التي هبطت مخزوناتها إلى أدنى مستوياتها في نحو عقد.

ولا تزال تكلفة اقتراض الفضة لمدد قصيرة، مثل شهر واحد، عند مستويات مرتفعة تشير إلى استمرار شح المعروض في الأسواق الفعلية، ما يعكس فورة الطلب بشكل أوضح من أي وقت مضى، ومع أخذ الذهب استراحة نسبية بعد سلسلة مكاسب قوية، يبدو أن بوصلة الاهتمام الاستثماري تحولت بقوة نحو الفضة، التي باتت تُعامل الآن كملاذ آمن بديل وكمعدن استراتيجي يرتبط بعدد أكبر من الاستخدامات الصناعية والتكنولوجية مقارنة بالذهب.

كما أن الطلب الصناعي المتزايد في قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات والبطاريات قد يضيف مزيدًا من القوة إلى مسار الصعود، في وقت تتراجع فيه قدرة المناجم العالمية على ضخ إمدادات تتناسب مع هذا النمو السريع في الطلب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق