مركز العزيمة لعلاج الإدمان.. حلم بدأ من معاناة الأهالي واستجابة من الدولة بالدلتا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد مركز زفتى بمحافظة الغربية حدثًا استثنائيًا مع افتتاح مركز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بقرية دمنهور الوحش، ليكتب صفحة جديدة في مسيرة التنمية الإنسانية التي تقودها الدولة، تحول الحلم الذي بدأ منذ سنوات إلى واقع ملموس بفضل تعاون الجهات التنفيذية والمحلية ومساندة الأهالي، ليصبح المركز واحدًا من أبرز المشروعات الاجتماعية والصحية في الإقليم.

حلم بدأ من معاناة الأهالي واستجابة من الدولة

تعود جذور فكرة إنشاء المركز إلى نهاية عام 2021، حين كانت مبادرة قرية بلا إدمان تنفذ برامجها داخل قرى مركز زفتى، خلال إحدى الجولات الميدانية لفريق صندوق مكافحة الإدمان وفرق المبادرات الوقائية، عبر الكثير من الأهالي عن رغبتهم في وجود مركز علاجي قريب ينقذ أبناءهم من دائرة الإدمان، خاصة بعد ظهور حالات صعبة مثل حالة أحد شباب قرية شرشابة التي كانت مصدر الإلهام الأساسي للمشروع.

ومع الدعم الكبير من المحافظ السابق الدكتور طارق رحمي، بدأت الخطوات الأولى نحو تحويل الفكرة إلى مشروع فعلي، جرى التنسيق الكامل بين المحافظة وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان لتحديد موقع مناسب، إلى أن تم الاستقرار على مبنى الوحدة الصحية القديمة في دمنهور الوحش ليكون نواة المركز الجديد.

تكاتف حكومي ومجتمعي لإنشاء منشأة علاجية متكاملة

لم يكن الطريق سهلًا، فبين عامي 2023 و2024 بدأ الصندوق في أعمال تجهيز المبنى وفق أعلى معايير علاج الإدمان، ورغم فترة توقف امتدت نحو ستة أشهر، أعاد اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، تشغيل المشروع بدعم مباشر منه، حيث وجه بتسهيل إجراءات تسليم الأرض اللازمة لإنشاء مبنى العيادات الخارجية والملعب الملحق بالمركز.

كما تعاونت الوحدات المحلية، وخاصة الوحدة المحلية بسنبو الكبرى ومجلس مدينة زفتى، في تجهيز محيط المركز ورفع كفاءته، بينما تولت جمعية تنمية المجتمع بدمنهور الوحش تقديم دعم مجتمعي واسع شمل التنظيف والتهيئة والتعاون مع الفرق التنفيذية، وساهم جهاز تعمير الساحل الشمالي في استكمال أعمال رصف الطريق الرئيسي لخدمة زوار المركز والمترددين عليه.

صرح علاجي مجهز وفق أحدث النظم العالمية

يضم مركز العزيمة بدمنهور الوحش مجموعة متكاملة من الأقسام العلاجية والإدارية والخدمية تشمل عيادات خارجية، قسمًا داخليًا للرجال، قسمًا للسيدات، قسمًا للمراهقين، إضافة إلى وحدة علاج التشخيص المزدوج لحالات الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان، كما يحتوي على صالات رياضية، ملعب كرة قدم، قاعات جيم، مناطق خضراء، مسرح داخلي، مكتبة متخصصة، صالة كمبيوتر، ومطعم مجهز بالكامل.

كما استقطب المركز تشغيل نحو 90 فردًا من أبناء دمنهور الوحش ومركز زفتى، ليشعر المواطن مباشرة بثمار التنمية في محافظته، وليصبح جزءًا فاعلًا في منظومة حماية الشباب وتأهيلهم، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز نحو مئة سرير، ويستهدف استقبال ما يزيد على أربعة آلاف مريض سنويًا، مع تقديم خدمة علاجية مجانية بالكامل وسرية تامة عبر الخط الساخن 16023.

افتتاح رسمي بمشاركة وزارية واسعة

شهد افتتاح مركز العزيمة بدمنهور الوحش، مشاركة الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والسفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي، بالإضافة إلى قيادات صندوق مكافحة الإدمان ومسؤولي محافظة الغربية.

وأكدت الوزيرات خلال الجولة التفقدية أن المركز يمثل نموذجًا متطورًا لمؤسسات علاج الإدمان في مصر، ويعكس التزام الدولة بتقديم خدمات متكاملة تركز على الإنسان وتعيد دمج المتعافين في المجتمع.

محافظ الغربية يؤكد استمرار الدعم ورعاية الشباب

أوضح اللواء أشرف الجندي أن المحافظة قدمت الأرض والمباني والبنية التحتية كاملة، وأن افتتاح المركز يعكس توجيهات القيادة السياسية بضرورة توفير خدمات علاجية وإنسانية تحفظ كرامة المواطن وتدعمه في مواجهة مخاطر الإدمان، وأشار إلى أن الحلم الذي بدأ بطلبات الأهالي أصبح اليوم صرحًا كبيرًا يخدم أبناء المحافظة والقرى المجاورة، ويوفر أملًا جديدًا للشباب وأسرهم.

أهالي دمنهور الوحش.. شريك أصيل في الإنجاز

لعب أهالي القرية دورًا إيجابيًا كبيرًا، حيث تعاونوا مع الجهات التنفيذية في تهيئة المكان واستضافة العمال والفرق الفنية، وأظهروا دعمًا كاملًا للمشروع الذي يعد الأول من نوعه في مركز زفتى، وشهدت القرية خلال الأشهر الماضية حراكًا مجتمعيًا واسعًا لاستكمال مراحل تجهيز المركز حتى لحظة الافتتاح.

رسالة أمل ومستقبل جديد للشباب

أصبح مركز العزيمة بدمنهور الوحش اليوم عنوانًا للتغيير، ويؤكد أن ما يبدأ من الناس يصل إليهم بالفعل، مشروع جمع بين رغبة الأهالي وإرادة الدولة ليقدم خدمة إنسانية راقية، ويفتح بابًا جديدًا للأمل أمام مئات الأسر الباحثة عن طريق الخلاص لأبنائها.

592559588_1168254558811885_1439863582546837252_n
592559588_1168254558811885_1439863582546837252_n
592523573_1168254695478538_162782333301379384_n
592523573_1168254695478538_162782333301379384_n
593554276_1168254615478546_895030735694693668_n
593554276_1168254615478546_895030735694693668_n
593684752_1168254678811873_760165940465865655_n
593684752_1168254678811873_760165940465865655_n
593560256_1168254605478547_8900525177050018612_n
593560256_1168254605478547_8900525177050018612_n
593570792_1168254515478556_8888521077559902807_n
593570792_1168254515478556_8888521077559902807_n
592535116_1168254448811896_3645307835774849872_n
592535116_1168254448811896_3645307835774849872_n
593801498_1168254432145231_8964304440216164743_n
593801498_1168254432145231_8964304440216164743_n
593558741_1168254675478540_6676192403470923184_n
593558741_1168254675478540_6676192403470923184_n
592523573_1168254882145186_2046998748870975804_n
592523573_1168254882145186_2046998748870975804_n
593765757_1168254772145197_2905623850099783914_n
593765757_1168254772145197_2905623850099783914_n
594126807_1168254652145209_5934384259957017264_n
594126807_1168254652145209_5934384259957017264_n
593568520_1168254722145202_955719533428138468_n
593568520_1168254722145202_955719533428138468_n
593559237_1168254758811865_6684830756351699622_n
593559237_1168254758811865_6684830756351699622_n
592632500_1168254825478525_370556564515761892_n
592632500_1168254825478525_370556564515761892_n
593586053_1168254842145190_4003123607362219496_n
593586053_1168254842145190_4003123607362219496_n
593594859_1168254822145192_6090371836581429491_n
593594859_1168254822145192_6090371836581429491_n
593624206_1168254808811860_3368878006886938098_n
593624206_1168254808811860_3368878006886938098_n
593737991_1168254378811903_569349427836129357_n
593737991_1168254378811903_569349427836129357_n
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق