يستهل المنتخب القطري مشواره في بطولة كأس العرب لكرة القدم (قطر 2025) بلقاء نظيره الفلسطيني في الخامسة إلا الربع من مساء الإثنين، في مباراة الافتتاح الرسمي للنسخة الحادية عشرة من البطولة، على استاد البيت ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا المنتخبين التونسي والسوري.
منتخب قطر يسعى للتتويج باللقب للمرة الأولى
ويتطلع المنتخب القطري لاستهلال مثالي للبطولة التي يطمح لتحقيق لقبها للمرة الأولى في رابع ظهور له بالبطولة، لكسر حاجز الوصافة التي نالها في النسخة السابعة على أرضه عام 1998 كأبرز إنجاز في ثلاث مشاركات، قبل أن يحرز المركز الثالث في النسخة الماضية التي أقيمت في الدوحة عام 2021، فيما اكتفى بالمركز الرابع في المشاركة الأولى خلال النسخة الرابعة التي جرت في السعودية عام 1985.
ويدخل المنتخب القطري منافسات بطولة كأس العرب بدوافع معنوية وفنية كبيرة بعد ضمان التأهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وذلك بعدما تجاوز المرحلة الرابعة (الملحق) من التصفيات الآسيوية، متصدرا المجموعة الأولى التي أقيمت منافساتها في الدوحة، على حساب المنتخبين العماني والإماراتي.
واستعد المنتخب القطري للبطولة بالشكل الأمثل، حيث دخل معسكرا محليا خلال فترة التوقف المدرجة على أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم لشهر نوفمبر الحالي، خاض خلاله مباراة ودية مع منتخب زيمبابوي، اختبر فيها الجهاز الفني الذي يقوده المدرب الإسباني جولين لوبيتيجي، عددا من العناصر خصوصا الشابة منها، قبل أن يستقر على القائمة النهائية التي ستخوض بطولة كأس العرب.
وأكد المدرب جولين لوبيتيجي، في تصريحات له، أن طموح المنتخب القطري في بطولة كأس العرب (قطر 2025) كبير، سعيا للذهاب بعيدا في منافساتها، مشددا على الأهمية الكبيرة التي تحظى بها البطولة في ظل قيمتها العالية وقوة المنتخبات التي تشارك بها.
وقال لوبيتيجي، عقب دخول المنتخب القطري مقر الإقامة الرسمي في البطولة:" نتطلع كي ننافس بقوة في كأس العرب، وندون حضورا بارزا يعكس القيمة والمكانة التي وصل إليها المنتخب في السنوات الأخيرة. المنافسة تشكل تحديا كبير بالنسبة لنا، وبالتالي يجب علينا أن نكون في كامل تركيزنا الذهني والفني خلال المباريات، وأن نظهر القوة في البطولة التي لن تكون سهلة على الإطلاق، حيث ندرك حجم المتطلبات التنافسية الكبيرة التي تفرضها، في ظل وجود منتخبات وازنة وقوية".
وشدد لوبيتيجي على أن البطولة تعد إحدى المحطات المهمة للإعداد لبطولة كأس العالم 2026، حيث تشكل فرصة تنافسية جيدة لمواصلة التطور وتحسين المستوى.
وأكد أهمية الاستهلال أمام المنتخب الفلسطيني في مهمة وصفها بالصعبة قياسا بالمستوى المميز الذي قدمه المنافس في مباراة التصفيات التمهيدية أمام المنتخب الليبي، مشيرا إلى ضرورة أن يأخذ المنتخب القطري زمام المبادرة منذ البداية بحثا عن ضربة بداية مثالية للبطولة.
ويعول المنتخب القطري على دعم جماهيري كبير منتظر خلال المباراة الأولى والبطولة بشكل عام، حيث يشكل عاملي الأرض والجمهور مقومين بارزين في تحقيق طموح الظفر باللقب، من خلال شحذ همهم اللاعبين ودفعهم نحو تجاوز محطات لن تكون سهلة في بطولة تدخلها العديد من المنتخبات بقوة وبجهوزية كبيرة بطموح نيل الكأس.
وكانت الجماهير القطرية قد لعبت دورا بارزا في الإنجازات الكبيرة التي تحققت مؤخرا، آخرها ضمان التأهل إلى بطولة كأس العالم 2026 بمؤازرة استثنائية وجدها المنتخب خصوصا خلال المباراة الحاسمة أمام المنتخب الإماراتي في ختام منافسات الملحق، في حين لا تزال ذكرى التتويج بكأس آسيا 2023 عالقة في الأذهان، بعدما شكلت الحشود الجماهيرية عنصرا مهما في تخطي عقبات صعبة وصولا إلى التتويج باللقب القاري الثاني تواليا.
ويعول المنتخب القطري في بطولة كأس العرب لكرة القدم (قطر 2025) على توليفة تعد مزيجا بين لاعبين شباب وعناصر خبرة في قائمة نهائية دعاها المدرب لوبيتيغي لخوض البطولة وضمت 23 لاعبا، هم كل من شهاب الليثي ومحمود أبو ندى ومشعل برشم في حراسة المرمى، وفي خط الدفاع كل من سلطان البريك وهمام الأمين ويوسف أيمن وطارق سلمان ومحمد وعد ولوكاس مينديز وأيوب العلوي والهاشمي الحسين وعيسى لاي.
وضمت قائمة المنتخب في خط الوسط كل من جاسم جابر وعبدالعزيز حاتم وخالد علي ومحمد خالد ومحمد مناعي وأحمد فتحي وعاصم مادبو، وفي خط الهجوم كل من أحمد علاء وأكرم عفيف ومحمد مونتاري وادميلسون جونيور.
غيابات مؤثرة في صفوف منتخب قطر
وشهدت القائمة غيابات مؤثرة يأتي في مقدمتها الهداف التاريخي للمنتخب القطري المعز علي الذي أجرى عملية جراحية مؤخرا بعد إصابة عانى منها منذ انطلاقة الموسم، فيما يغيب الثنائي أحمد الراوي وأحمد الجانحي للإصابة أيضا.
وفي إطار توجهات التجديد التي يتبناها الجهاز الفني، فضل المدرب لوبيتيجي عدم دعوة بعض اللاعبين على غرار خوخي بوعلام وبيدرو ميغيل وكريم بوضياف، واستعان بأسماء شابة برزت بشكل لافت في منافسات الدوري القطري، أمثال خالد علي والهاشمي الحسين ومحمد خالد وغيرهم.
وكالعادة ستكون الأنظار مسلطة على النجم أكرم عفيف باعتباره أحد أبرز نجوم المنتخب والبطولة بشكل عام، في ظل مستويات مذهلة يقدمها اللاعب الذي كان عراب الفوز بلقب كأس آسيا 2023 بعدما ساهم في 11 هدفا من أصل 14 سجلها المنتخب في البطولة، مسجلا ثمانية وصانعا ثلاثة، ليجمع بين لقبي أفضل لاعب وهداف البطولة، فضلا عن إسهامه في التأهل إلى المونديال، بعدما صنع هدفي الفوز على المنتخب الإماراتي في المواجهة الأخيرة الحاسمة.
وإلى جانب عفيف تبرز أسماء مهمة في صفوف المنتخب من أصحاب الخبرة والتجربة على غرار المهاجم محمد مونتاري صاحب هدف المنتخب القطري الوحيد في بطولة كأس العالم قطر 2022، فضلا عن كل من إدميلسون جونيور والحارس المتألق مشعل برسم.
طموحات الفدائي تتخطى الدور الأول في كأس العرب
على الجانب الآخر، يتطلع المنتخب الفلسطيني لظهور قوي في البطولة التي بلغ نهائياتها بعد أن تجاوز المنتخب الليبي بفارق ركلات الترجيح 4 - 3 بعد انتهاء الوقت الأصلي من مواجهة التصفيات التمهيدية التي جرت في الدوحة بالتعادل بدون أهداف.
ويدخل المنتخب الفلسطيني البطولة بطموح تجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في الظهور السادس في البطولة، معولا على مستويات مميزة قدمها في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات بطولة كأس العالم 2026 رغم عدم التأهل.
واستعد المنتخب الفلسطيني للبطولة بالشكل الأمثل، حيث خاض معسكرا في إسبانيا لعب خلاله مواجهتين وديتين أمام منتخبين يمثلان إقليمي كتالونيا والباسك، قبل أن يدخل معسكرا في الدوحة قبل أسبوع من انطلاق التصفيات التمهيدية.
منتخب فلسطين يعول على نجومه في الدوريات العربية
ويعول المنتخب الفلسطيني، الذي يقوده المدرب إيهاب أبو جزر، على مجموعة من اللاعبين ينشطون في دوريات عربية وازنة أبرزها الدوري القطري بوجود محمد صالح وعميد محاجنة (الريان) ومصعب البطاط ( قطر) ومايكل تيرمانيني وتامر صيام (الشمال)، فيما يلعب عدد آخر في أندية مصرية، بينهم عدي الدباغ (الزمالك) وبدر موسى وحامد حمدان (بتروجت) وخالد النبريص (الإسماعيلي).
















0 تعليق