ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الأمر التنفيذي الجديد الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يستهدف فروع جماعة الإخوان، يمثل أول محاولة جادة من أي زعيم غربي منذ عقود لمواجهة الشبكات الإرهابية التي رسخت وجودها في العالم الغربي.
وأوضح "مارك دوبويتز" في مقال له بالصحيفة أن هذه الخطوة تأتي بعد سنوات من التغاضي عن هذه الظاهرة من قبل بريطانيا وأوروبا وكندا وأستراليا، التي اختارت في كثير من الأحيان الاسترضاء بدل مواجهتها.
الدول الغربية رحبت بالجماعات الإرهابية
وأشار الكاتب مارك دبويتز في مقال له عبر الصحيفة البريطانية إلى أن الأنماط السائدة في الغرب أظهرت أن العديد من الحكومات رحبت بالجماعات الإرهابية في مدارسها وجامعاتها ونقاباتها وجمعياتها الخيرية وأحزابها السياسية دون أي تدقيق كافٍ أو مراعاة للعواقب طويلة المدى، ما مكّن هذه الجماعات من ترسيخ وجودها بشكل أيديولوجي وسياسي قوي.
وأضاف دوبويتز أن هذا الوجود أدى إلى خلق بيئات معادية، لم تقتصر على تهديد الجاليات اليهودية فحسب، بل طالت أيضًا المسيحيين والمسلمين، خصوصًا الذين رفضوا التطرف أو فروا من أنظمة قمعية.
وأوضح دبويتز أن النساء اللواتي يرفضن التطرف والإرهاب، والمسلمين الذين يرفضون التطرف، والمسيحيين الذين يعبرون عن إيمانهم أصبحوا جميعًا مستهدفين في بيئات مدنية تغيرت بفعل التعصب الديني.
وقال دوبويتز إن الغرب أخفق في مواجهة هذا الخطر، إذ لجأت الحكومات إلى مزيد من الانحناء أمام الجماعات الارهابية، متسامحة مع التحريض المعادي للسامية، معتبرةً ذلك مجرد "تعبير سياسي مشروع".
وأكد أن الولايات المتحدة، من خلال الأمر التنفيذي لترامب، تتخذ خطوة حاسمة لمواجهة هذه الشبكات، باعتباره اعترافًا بواقع مُلحّ وهي أن جماعة الإخوان ليست مجرد حركة سياسية، بل العمود الفقري للأيديولوجية العالمية التي تمتد إلى الغرب.
وأوضح أن الأمر التنفيذي يسمح للولايات المتحدة بتحديد فروع محددة من الإخوان، وقطع التمويل، ومواجهة شبكات النفوذ التي سمحت لأوروبا وكندا وأستراليا بتوسيع نطاقها، مؤكدًا أن أي زعيم غربي آخر لم يمتلك الشجاعة لاتخاذ مثل هذه الخطوة.
وحذر دوبويتز من أن الفشل في مواجهة هذه الظاهرة قد يؤدي إلى تكرار التجارب السلبية نفسها في الغرب تهديد الجاليات اليهودية، ترهيب المسيحيين، والتخلي عن المسلمين، مع تفكك النسيج المجتمعي ببطء.
واختتم مقاله بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تواجه فرصة تاريخية لتصحيح المسار، وأن علامات التحذير بدأت تومض باللون الأحمر، داعيًا إلى ضرورة الحزم في مواجهة جماعة الإخوان وشبكات نفوذها على الأراضي الغربية.















0 تعليق