كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي مع أكبر أزمة إنسانية في العالم في السودان؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سلطت صحيفة بروكسل تايمز اليوم الخميس الضوء على كيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع الحرب الأهلية في السودان، والتي تسببت منذ اندلاعها في أبريل 2023 في أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه رغم استمرار انخراط بروكسل الإنساني، إلا أن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات، بينما لا يملك حضورًا فعالًا في تنفيذ حظر الأسلحة الأممي المفروض على السودان. وأكدت أن الصراع ما يزال يغذيه تدفق الأسلحة من جهات إقليمية ودولية، مستشهدة بتصريح الممثل السامي السابق جوزيب بوريل بتحميل الطرفين المتحاربين — القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع — مسؤولية الكارثة.

وأوضحت الصحيفة أن الأرقام المأساوية لم تتغير: 25 مليون شخص بحاجة لمساعدة عاجلة، ونزوح غير مسبوق منذ الحرب السورية، وانتشار المجاعة والعنف الجنسي، وتدهور المنظومة الصحية، وفق ما أكدته الكاتبة السودانية نجلاء التوم في مقال رأي للصحيفة السويدية داغنز نيهتر.

بيانات أوروبية دون تسمية الدول المزودة بالسلاح

وأشارت بروكسل تايمز إلى أن الاتحاد الأوروبي أصدر في أكتوبر بيانًا أدان فيه الصراع، مؤكدًا أن إنهاء الحرب مسؤولية قيادات الجيش والدعم السريع والدول الداعمة لهما، من دون تسمية هذه الدول. وقدم الاتحاد قائمة مطالب تشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار، ومفاوضات سلام ذات مصداقية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، مع التعهد باستخدام جميع أدوات السياسة الخارجية — بما فيها العقوبات المستهدفة — لدعم الحل السلمي.

وخلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في 20 نوفمبر، أدانت الممثلة السامية كاجا كالاس الفظائع التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، مع إعلان عقوبات على شخصية واحدة فقط: عبد الرحيم حمدان دقلو. وكان الاتحاد قد فرض سابقًا عقوبات على ستة أفراد وست كيانات داخل السودان.

 

الرباعية… الدور الحقيقي في وقف إطلاق النار

ووفقًا للصحيفة، لا يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا مؤثرًا في تنفيذ وقف إطلاق النار أو مراقبة حظر الأسلحة، وهي ملفات تتولاها فعليًا "الرباعية الدولية" (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات)، مشيرة إلى أن بعض هذه الدول متهم بخرق الحظر. ولفتت إلى البيان الصادر في 12 سبتمبر عن الرباعية، والذي تضمن اقتراح هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تتيح دخول المساعدات، تليها هدنة دائمة وانتقال سياسي لمدة تسعة أشهر، لكنه "لم يتحقق حتى الآن".

كما أشارت إلى أن القمة المشتركة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في لواندا أدانت فظائع الدعم السريع في الفاشر ودعت لوقف فوري للأعمال العدائية، لكنها تجاهلت الإشارة إلى الرباعية، مع الاعتماد على عملية سياسية يقودها الاتحاد الأفريقي وإيغاد.

مساعدات أوروبية كبيرة… لكنها لا تكفي أمام حجم الكارثة

وأوضحت بروكسل تايمز أن الاتحاد الأوروبي أعلن خلال القمة تخصيص 143 مليون يورو لأفريقيا جنوب الصحراء، منها 35 مليون يورو لجنوب السودان. وبعد سقوط الفاشر، أعلنت المفوضة حاجة لحبيب تقديم مليون يورو إضافية كمساعدات عاجلة. ويضاف هذا التمويل إلى 272 مليون يورو لعام 2025 لمساعدة المتضررين داخل السودان واللاجئين في الدول المجاورة، مقابل 72 مليون يورو فقط في عام 2024.

كما أكدت الصحيفة أن الوصول إلى المتضررين — وخاصة في الفاشر — يظل صعبًا للغاية بسبب المخاطر المباشرة والعقبات البيروقراطية أمام العاملين في المجال الإنساني. وفي المقابل، تشمل برامج الاتحاد أيضًا دولًا مجاورة مثل تشاد التي تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين.

واختتم التقرير بالتأكيد أن الاحتياجات الإنسانية هائلة، مع استمرار المجاعة، ونقص المياه والغذاء والدواء، وانهيار النظام الصحي، ونزوح ملايين الأطفال ومعاناتهم من سوء التغذية، ما يجعل الأزمة في السودان اليوم الأكبر عالميًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق