كنت متوتر بسبب التعاون مع رانيا يوسف وسيد رجب وأحمد صيام
فضولى الشخصي لا يشبه فضول شخصية "لينا" وأهتم بالتفاصيل المفيدة
لينا فتاة غير سطحية وطبيعتها اندفاعية
فرضت زينب العبد نفسها سريعًا على الساحة الفنية بخفة ظلها وتلقائيتها، لتلفت الأنظار في العتاولة ثم تحقق حضورًا لافتًا في مسلسل لينك بدور "لينا"، وفي هذا الحوار الذي أجراه تحيا مصر، تتحدث عن تجربتها الجديدة، وملامح الشخصية، ورسائل العمل التي تقترب كثيرًا من واقع الجيل الحالي.
كيف تقدمين لنا شخصية "لينا" في مسلسل "لينك"؟
"لينا" فتاة بسيطة وعفوية، تمتلك حضورًا محببًا يجعلها قريبة من القلب، لكن وراء هذه البساطة طبقات أعمق من المشاعر والتناقضات، وقد تظهر كشخصية خفيفة الظل، إلا أنها تعيش صراعًا داخليًا بين البراءة والاندفاع، ما يوقعها في مواقف تتجاوز قدرتها أحيانًا، وتخرج منها تارة بخفة دمها وتارة بثمن تدفعه نتيجة تسرعها، وهذا البعد المزدوج كان أكثر ما شدني للشخصية.
وصفت "لينا" بأنها سلاح ذو حدين.. ماذا تقصدين بذلك؟
هي شخصية يمكن فهمها بطريقة خاطئة بسهولة، من ينظر إليها بسطحية سيظن أنها فتاة لا تفكر كثيرًا، لكنها تحمل إحساسًا عاليًا ومشاعر متداخلة، وهي مصدر للبهجة من جهة، ومن جهة أخرى قد تقع في ورطات بسبب ردود فعلها السريعة، وحاولت خلال التحضير أن أوازن بين خفتها وحساسيتها، وأن أُظهر الجانب العاطفي الذي يحرك قراراتها.
هل تعتبرين "لينا" نموذجًا موجودًا في الواقع؟
"لينا" تمثل شريحة واسعة من الشباب الذين يعيشون بطيبة قلب ونوايا حسنة، ولكنهم يقعون تحت ضغط السوشيال ميديا وتأثيرها، والمسلسل يعكس قصصًا تشبه ما يحدث يوميًا في بيوت كثيرة، ويطرح واقعًا يعيشه جيل كامل، وليس مجرد حكاية درامية.
ما المختلف في تقديم هذه الشخصية مقارنة بأدوار مشابهة؟
حرصنا على ألا تقدم "لينا" كفتاة ساذجة أو سطحية كما تطرح بعض النماذج، هي فتاة واعية ومتعلمة، لكن طبيعتها الاندفاعية تضعف هذا الوعي أحيانًا، وحاولت تقديمها كنموذج من الجيل الحالي بما يحمله من تناقضات: وعي وتهور، معرفة واندفاع، خفة وروح مرهفة، وهي ليست ضحية جاهزة ولا شخصية نمطية، بل فتاة تخطئ وتصيب مثل أي إنسان.
فضول "لينا" محرك أساسي للأحداث.. هل يشبهك فضولها؟
فضول "لينا" هو ما يدفعها للدخول في مناطق لا تنتمي إليها أحيانًا، وقد يقودها للحقيقة أو للمشكلات، أما أنا، فأميل للابتعاد عن الفضول غير الضروري، أحب الفهم والتفكير حين يكون الأمر مهمًا، لكنني لا أتوقف عند تفاصيل بلا قيمة، و"لينا" أكثر انفعالًا، وهذا جزء من حيويتها الدرامية.
كيف كانت تجربتك مع الفنانة ميمي جمال؟
تجربة إنسانية قبل أن تكون فنية، ومنذ أول يوم شعرت كأنني أمام والدتي، وتمتلك دفئًا لا يوصف، وتمنح من يقف أمامها طاقة من الأمان والراحة، وهذا انعكس بقوة في المشاهد المشتركة بيننا، خصوصًا الحساسة منها، وقد سعدت بأن يجمعني بها عمل جديد بعد العتاولة.
وماذا عن تعاونك مع سيد رجب وأحمد صيام ورانيا يوسف؟
كنت متوترة قبل لقائهم، فهم أسماء كبيرة في الوسط الفني، لكن التوتر اختفى تمامًا بمجرد بدء التصوير. يتمتعون جميعًا بروح محترمة وبسيطة، ويقدمون دعمًا كبيرًا لكل من يعمل معهم، وجودهم أضاف للعمل طاقة إيجابية، ومنحني خبرة وثقة أسعدني الحصول عليهما.
هل كان الحفاظ على خفة دم "لينا" تحديًا بالنسبة لك؟
خفة الظل ليست مجرد أداء خارجي، بل حالة داخلية يجب أن يشعر بها المشاهد بصدق، التحدي كان المزج بين الجانب الكوميدي ولحظات الألم التي تمر بها الشخصية، "لينا" تضحك وتبكي… تخطئ وتندم… وتواجه الخذلان أحيانًا. هذا التوازن تطلب جهدًا كبيرًا وتحضيرًا دقيقًا.
المسلسل يناقش تأثير السوشيال ميديا… ما الرسالة الأساسية التي يقدمها؟
السوشيال ميديا لم تعد وسيلة ترفيه فقط، بل أصبحت مساحة يمكن أن تغير حياة إنسان خلال لحظة، و"لينك واحد" قد يخلق مشكلة أو يكشف حقيقة أو يدمر علاقة، المسلسل يطرح هذه الفكرة بصورة واقعية دون خطابات مباشرة، بل عبر أحداث تشبه ما نعيشه اليوم.
هل التأثير مقتصر على الشباب فقط؟
لا، الجميع متأثر. الكبار أحيانًا يقعون في أخطاء أكبر لأنهم غير معتادين على هذا الانفتاح، السوشيال ميديا قوة هائلة، قد تكون مفيدة إن استخدمناها بوعي، وخطيرة إن تركناها تتحكم في حياتنا.
ما الرسالة التي رغبت بإيصالها للجمهور؟
رسالتي واضحة: الوعي هو السلاح الأول، ونحن في زمن مكشوف، تنشر فيه التفاصيل في لحظات، صورة أو كلمة أو رسالة قد تُغيّر مصير شخص بالكامل، و أتمنى أن يحمي الله أبناء هذا الجيل، وأن نكون جميعًا أكثر إدراكا ونحن نتعامل مع هذا العالم المفتوح.













0 تعليق