في خطوة تعكس توجهًا خليجيًا متصاعدًا لدعم استقرار اليمن، أعلنت دولة الإمارات تخصيص مليار دولار لتنمية قطاع الطاقة في البلاد، وذلك ضمن مشاركتها في المؤتمر الوطني الأول للطاقة في اليمن. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، فإن هذا الدعم يستهدف تعزيز الطاقة المستدامة، مواجهة التحديات التشغيلية، وفتح الباب أمام شراكات حكومية وخاصة قادرة على إعادة بناء بنية الطاقة المنهارة.
أهمية الدعم الإماراتي في ظل أزمة كهرباء غير مسبوقة
تأتي هذه الخطوة في وقت يعاني فيه اليمن من واحدة من أسوأ أزمات الكهرباء في العالم. فبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تعيش غالبية الأسر اليمنية دون كهرباء منتظمة، وتعاني من انقطاعات يومية طويلة، الأمر الذي دفع الكثيرين للاعتماد على الوقود الأحفوري، رغم ارتفاع أسعار الديزل بشكل جعل الكهرباء خارج قدرة عدد كبير من الأسر.
وتشير تقارير أممية إلى أن غياب كهرباء مستقرة أثر على مختلف القطاعات الحيوية، بدءًا من عمل المستشفيات التي تكافح للاستمرار، مرورًا بالمدارس التي تعجز عن تقديم تعليم فعّال، ووصولاً إلى الشركات التي تواجه صعوبات تشغيلية خانقة. كما تأثرت أنظمة ضخ المياه والصرف الصحي، ما زاد من تدهور الخدمات الأساسية.
دعم خليجي مستمر للاقتصاد اليمني
منذ سيطرة جماعة الحوثي على السلطة عام 2014، قدمت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، حزم دعم مالية ضخمة لمساندة الاقتصاد اليمني.
ففي ديسمبر الماضي، أعلنت السعودية تقديم 500 مليون دولار لدعم الميزانية والبنك المركزي، كما منحت في أغسطس 2023 نحو 1.2 مليار دولار للمجلس الرئاسي اليمني. وفي العام نفسه، أعلنت السعودية والإمارات دعمًا عاجلًا بقيمة 3 مليارات دولار لإنقاذ الاقتصاد.
كما استثمرت الإمارات في مشروعات الطاقة المتجددة داخل اليمن، من بينها إنشاء 6 محطات للطاقة الشمسية، أبرزها محطة عدن بقدرة 120 ميغاواط، ومحطة شبوة بقدرة 53 ميغاواط، في محاولة لتوفير بدائل مستدامة للطاقة في ظل انهيار البنية التقليدية.
"نقلة نوعية في قطاع الطاقة"
رحّب رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك بالدعم الإماراتي، مؤكدًا أنه يمثل نقلة نوعية في بنية قطاع الطاقة ويساهم في تقديم خدمة مستقرة للمواطنين، رغم التحديات الاقتصادية الضاغطة على المنظومة الكهربائية.
وخلال لقائه سفير الإمارات لدى اليمن محمد الزعابي، شدد بن بريك على أن الدعم الإماراتي–السعودي يعكس متانة العلاقات الثنائية، ويؤكد استمرار دورهما كشركاء رئيسيين في جهود إعادة الإعمار، تحسين الخدمات، وتطبيع الحياة في عدن والمحافظات المحررة.













0 تعليق