حافظة 27 جزء من القرآن الكريم.. من هي المذيعة هبة الزياد بعد وفاتها ؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رحلت اليوم الإعلامية والكاتبة هبة الزياد في خبر صادم هزّ الجمهور المتابع لها على الشاشة ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد ارتبط اسمها خلال السنوات الماضية بحضور قوي وشخصية مثيرة للاهتمام، سواء في مضمون ما تقدمه أو في رحلتها الفكرية المتشعبة التي جعلتها حالة خاصة في الوسط الإعلامي، ومع انتشار نبأ وفاتها المفاجئة، بدأ الجمهور يتساءل: من هي هبة الزياد؟ وكيف بنت هذا المسار الطويل والمتعدد الذي ترك أثراً واسعاً قبل رحيلها؟.

من هي هبة الزياد؟

بدأت هبة الزياد رحلتها الإعلامية التي يرصد تفاصيلها موقع تحيا مصر مبكراً، وقدّمت نفسها كإعلامية تسعى للتجديد والاقتراب من الناس عبر الملفات الاجتماعية والإنسانية والفكرية، امتدت مسيرتها في العمل التليفزيوني لأكثر من خمسة عشر عاماً، ظهرت خلالها في عشرات البرامج التي ناقشت قضايا متنوعة، ما جعلها من الأسماء التي يلاحظها المشاهد بسرعة ويعتاد على أسلوبها المباشر في الطرح، كانت ترى أن دور الإعلامي لا يتوقف عند الاستضافة أو التقديم، بل في صناعة تأثير حقيقي، وهي الفكرة التي جعلتها تركز على تطوير ذاتها باستمرار.

هبة الزياد 

اعتمدت هبة على خلفية أكاديمية واسعة ومتنوعة، فقد حصلت على بكالوريوس إعلام قسم إذاعة وتليفزيون بتقدير امتياز، ثم حصلت على عدد من الماجستير في مجالات غير مطروقة، من بينها علم الغيبيات، والتعديل بدون جراحة، وسيكولوجية الإعلام والسيطرة على الجمهور، كما نالت عدة درجات دكتوراه، منها دكتوراه في الإعلام الدولي والعلمي، وأخرى في مدرسة الإعلام الحرة، إلى جانب دكتوراه في علوم الفيزياء الجينية، وكانت تؤكد دائماً أنها حصلت على عشرات الدورات المعتمدة من جامعات وأكاديميات حول العالم، معتبرة أن هذا التنوع المعرفي هو ما صاغ رؤيتها المختلفة في الإعلام.

رحلة هبة الزياد الإعلامية

وخلال السنوات الماضية، قدمت هبة الزياد أكثر من 32 برنامجاً إعلامياً متنوّعاً على قنوات فضائية مختلفة، في مجالات تمتد من البرامج الاجتماعية إلى الثقافية والإنسانية، ووفق ما نشرته على حساباتها الرسمية، حققت أكثر من ثلاثة مليارات مشاهدة خلال ثماني سنوات فقط على السوشيال ميديا، وهو رقم يعكس حجم تفاعل الجمهور معها سواء كان من المعجبين بأسلوبها، أو ممن يتابعونها من باب الفضول والاهتمام بما تطرحه.

لم تكتفِ هبة بالعمل التلفزيوني، بل دخلت عالم الكتابة الروائية والفكرية عبر عدد من المؤلفات، من بينها روزانا، وقواعد الخروج عن القواعد، وأعوان إبليس في السماء الصغرى، وبحيرة من بكاء البشر، و*موت على قيد الحياة، وقد عبّرت هذه الكتابات عن الجانب الروحي والفلسفي في شخصيتها، واهتمامها بطرح الأسئلة والبحث عن المعنى، وهو ما ظهر أيضاً في محتواها الرقمي الذي يخلط بين التجربة الإنسانية والتحليل النفسي والفكري.

هبة الزياد والقراءة

إلى جانب ذلك، كانت هبة الزياد تقدّم نفسها كشخصية قارئة بشغف، فقد أكدت أنها قرأت آلاف الكتب القديمة والحديثة في بلدان مختلفة، وأنها حافظة لـ27 جزءاً من القرآن الكريم، ومتعمقة في علوم الدين والتدبر، كما امتدت اهتماماتها إلى مجالات الفنون والموسيقى والتطوير الذاتي والطاقة والفلك والتنمية البشرية، وهو ما جعلها تبدو في نظر جمهورها كشخصية متعددة الطبقات الفكرية.

قبل رحيلها، كتبت هبة رسالة لجمهورها حملت الكثير من الصدق والقلق والطموح، قالت فيها إنها تخبر الناس من هي وما الذي تقدمه حتى يدعموها لتكمل مشوارها، مؤكدة أنها – رغم كل ما حققته – تشعر أنها لم تقدّم شيئاً بعد من أحلامها، وأن دعم المتابعين كان يمنحها القوة للاستمرار. اليوم، وبعد وفاتها المفاجئة، تحولت هذه الرسالة إلى مصدر حزن كبير، إذ استعادها جمهورها بوصفها كلمات وداع غير مقصودة.

ومع انتشار خبر وفاتها، سادت حالة واسعة من الصدمة بين متابعيها، خاصة أنها كانت نشطة في الفترة الأخيرة، تنشر محتوى جديداً وتظهر في بثوث مباشرة وتتحدث عن خطط ومشاريع قادمة. لكن رحيلها المفاجئ أوقف كل ذلك، تاركاً خلفه إرثاً إعلامياً وكتابياً لا يمكن تجاهله، وشخصية ستظل مثار نقاش واهتمام لفترة طويلة، سواء بسبب مسيرتها المهنية أو أفكارها غير التقليدية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق