مع اقتراب موسم التخفيضات العالمي المعروف باسم الجمعة السوداء "Black Friday"، تتزايد مخاطر الوقوع في فخ الاحتيال الإلكتروني بشكل ملحوظ، حيث يحذر الخبراء الماليون والمصرفيون من تضاعف محاولات النصب عبر الإنترنت، خاصة من خلال المواقع الوهمية التي تنتشر خلال العروض الكبيرة، والتي قد تتسبب في خسائر مالية كبيرة للمستهلكين غير الحذرين.
تضاعف العروض والاحتيال في نفس الوقت
يؤكد خبراء الصرافة أن العديد من المتاجر الإلكترونية تبدأ عروضها التخفيضية قبل موعد "الجمعة السوداء" بأيام، غالبًا من منتصف نوفمبر وتستمر حتى أوائل ديسمبر، وتقدم خصومات مغرية أحيانًا تصل إلى 80–90٪ على منتجات وعلامات تجارية شهيرة، وهو ما يجعل المستهلكين يتسرعون في إدخال بيانات بطاقاتهم المصرفية بسرعة كبيرة دون التحقق من مصداقية المتجر، وهو ما يمثل فرصة ذهبية للمحتالين الإلكترونيين لاستغلال هذه السرعة والاندفاع.
المواقع المزيفة: خداع شبه كامل
ويشير الخبراء إلى أن بعض هذه المواقع الوهمية تحاكي تصميم وشعارات المتاجر الأصلية بدقة عالية، وغالبًا ما تكون مواقع أجنبية خارج مصر، مما يزيد صعوبة التحقق منها من قبل المستخدم العادي، ومع إدخال بيانات البطاقة المصرفية ورمز OTP، قد يتم خصم مبالغ مالية تفوق قيمة الطلب الأصلي بشكل غير قانوني، وفي أغلب الأحيان لا تصل المنتجات إلى المستهلك، مما يجعل محاولة استرجاع المبلغ أمراً معقداً أو مستحيلاً.
نصائح لتجنب الخداع
ولتجنب الوقوع في هذا النوع من الاحتيال، ينصح الخبراء باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية، منها التأكد من مصداقية الموقع قبل الشراء عن طريق البحث عن تقييمات المستخدمين، والتحقق من رابط الموقع الرسمي بعناية، وفحص الرسائل المتعلقة بالمبلغ المطلوب قبل إدخال رمز OTP، مع إمكانية تجميد البطاقة المصرفية عبر تطبيق البنك مباشرة دون الحاجة للاتصال بخدمة العملاء، لضمان حماية الحسابات المالية من أي خصم غير مصرح به.
موسم التخفيضات قد يكون مغريًا، ولكنه يحمل مخاطر كبيرة للمستهلكين غير المتحفظين، حيث يستغل المحتالون الإلكترونيون حماسة المستهلكين لشراء المنتجات بأسعار منخفضة، ومن هنا تأتي أهمية الوعي الرقمي، والتحقق الدقيق من أي متجر قبل الدفع، ومتابعة أي خصم أو إشعار من البنك بشكل فوري لتجنب الخسائر المالية.
فالانتباه والحذر هما خط الدفاع الأول ضد الاحتيال الإلكتروني في موسم الجمعة السوداء "Black Friday".













0 تعليق