مخرج "عندما نتنفس" يروي تفاصيل فيلمه الفائز بـ"الهرم البرونزي" بمهرجان القاهرة السينمائي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد المخرج سيموس ألتون، أن فيلمه "عندما نتنفس" الذي شارك في مهرجانات كبرى حول العالم، هو تجربة شخصية تنبع من ذكريات طفولته عن الصمت العائلي والاختناق الإنساني، مع معالجات إنسانية عميقة عن فقدان الحنان وارتباك المراهقة.

وقال خلال مداخلة عبر "إكسترا نيوز"، إن فكرة الفيلم بدأت من طفولته، حيث كان لديه ذكريات عن الصمت العائلي والاحتراق الإنساني، واستلهم القصة من تلك الذكريات التي كانت شقيقته جزءًا منها، لذلك حاول سرد القصة من خلال أعين طفل يبلغ عشر سنوات.

وأوضح، أنه اختار البدء بمشهد الحريق لأن النار رمز لتدمير الإنسان للأشياء من حوله، وكانت هذه بداية بالنار وتنتهي بالمطر كرمزية بيئية؛ تتناول كيفية تعامل البشر مع الطبيعة وكيف تؤثر هذه العوامل على حياتهم.

وأضاف أن الدخان في المشهد الأول له تحول مرتبط بعنصر بشري، في ظل غياب بعض الشخصيات مثل الأب والأم، فبعد الانفجار في الطبيعة أراد أن يتناول كيف تؤثر الأشياء التي يصنعها الإنسان على الطبيعة الأم.

وأكد أنه مهتم بلحظات الحياة التي لا نستطيع التعبير عنها بالكلام، معتبرًا أن الصمت أحيانًا أقوى من كل ما يُقال، وضرب مثالًا بمشهد رغبة الشخصية الرئيسية في قول شيء لوالده لكنها لم تستطع، لذلك جاءت الموسيقى قليلة للغاية لتعزيز هذه اللحظات الصامتة.

وأشار إلى أن الفيلم يُروى من خلال طفل لأن المساواة الجندرية ليست متكافئة في المجتمع التركي، والأطفال الأصغر لا ينالون الكثير من الخيارات، لذلك أراد أن يعالج المساواة بين الجنسين عبر رؤية هذا الطفل.

كما تحدث عن استخدام المناظر الطبيعية والإضاءة لإظهار جمال البيئة مقابل ما يخلقه الإنسان من جحيم يدمر الطبيعة، في رمزية لما يرتكبه البشر بحق الأشياء من حولهم، قائلا إنه تعامل مع فقدان الأب ووجع الأمومة عبر الإضاءة والصورة والمونتاج، محاولًا تقديم فيلم مخلص ينبع من القلب، ودون إضافة مشاعر غير حقيقية، والتركيز على الصدق في البيئة والصوت والتمثيل.

وبيّن أن عرض الفيلم في مهرجانات كبرى مثل تورونتو وسان سباستيان شهد ردود فعل قوية، بينما وجد اهتمامًا مميزًا من الجمهور المصري الذي شعر بقرب القصة وناقش تفاصيلها بشكل أكبر، موضحا أن الفوز بجائزة الهرم البرونزي في القاهرة كان مفاجئًا له، ولم يتوقع الأمر في منافسة دولية قوية، مشيرًا إلى أنه شعر بتشريف كبير وحظي بالكثير من التهاني.

وأضاف أن هذا الفوز يفتح له أبوابًا جديدة في الإنتاج والإخراج مستقبلًا، خاصة مع امتلاكه الآن سابقة أعمال تدعمه في مشروعه القادم، كاشفا أن العمل مع الأطفال كان تحديًا كبيرًا لأن بينهم توأمًا في عمر أربع سنوات لا يلتزمان بالنص دائمًا، ما دفعه إلى إجراء تعديلات مستمرة وتقديم التوجيه بطريقة تناسب الأطفال وإحاطتهم نفسيًا خلال مشاهد ثقيلة الوقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق