أعلن فريق بحثي من جامعة نانكاي الصينية عن اكتشاف آلية جديدة تفسر انخفاض خصوبة النساء بعد سن الخامسة والثلاثين، ما يمهد الطريق أمام تطوير علاجات محتملة لمشكلة تواجه الكثير من النساء حول العالم.
خلل الريبوسوم.. السبب الخفي وراء ضعف الخصوبة
وقال لي جي، رئيس فريق البحث، إن الخلل في نشاط الريبوسوم يُعد أحد الأسباب الأساسية لانخفاض جودة البويضات لدى النساء المتقدمات في العمر.
وأوضح أن هذا الخلل يؤدي إلى اضطراب تخليق البروتين داخل الخلايا، ما يسبب أخطاء في فصل الكروموسومات وتراجع قدرة الجنين على النمو الطبيعي، حتى عند تلقي التلقيح الصناعي.
دواء قديم يثبت فعاليته في تجارب حديثة
اختبر الباحثون دواء "راباميسين"، المعروف بقدرته على تثبيط نشاط الريبوسوم، ولاحظوا أنه ساعد في استعادة توازن إنتاج البروتين داخل الخلايا، وتحسين جودة البويضات بشكل ملحوظ.
التجارب أظهرت إمكانية إنتاج أجنة عالية الجودة، ما أدى إلى حالات حمل ناجحة وولادات حية بين النساء اللواتي فشلن سابقًا في التلقيح الصناعي.
تجارب سريرية محدودة.. والبحث مستمر
رغم النتائج المبشرة، شدد الفريق على أن الدراسات الحالية محدودة، وأنه من الضروري إجراء تجارب سريرية أوسع للتحقق من فعالية الدواء وأمانه على المدى الطويل، قبل اعتماد استخدامه بشكل رسمي في علاج ضعف الخصوبة.
آفاق جديدة لعلاج العقم
ويُبرز الاكتشاف أهمية توسيع نطاق البحث في الأسباب الخلوية الدقيقة وراء انخفاض الخصوبة لدى النساء، بعيدًا عن التركيز التقليدي على العمر وعدد البويضات فقط.
ويأمل العلماء أن يمهد هذا البحث الطريق لعلاجات مبتكرة، تجمع بين الطب التقليدي الصيني والأدوية الحديثة، لدعم النساء الراغبات في الإنجاب بعد سن الخامسة والثلاثين.
تعليقات الخبراء
أشاد عدد من الخبراء الدوليين بالدراسة، معتبرين أنها خطوة مهمة لفهم العلاقة بين وظائف الخلية والجينات وانخفاض الخصوبة، مؤكدين أن الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة للبحث في مجال الطب الإنجابي وعلاج العقم المرتبط بالعمر.
لكنهم حذروا من القفز إلى النتائج العملية دون إجراء تجارب موسعة، لضمان أمان المرضى ونجاح الحمل المستدام، مؤكدين أن التقييم طويل المدى للدواء ضروري لتحديد أي آثار جانبية محتملة وتأثيراته على صحة الأم والجنين على حد سواء.















0 تعليق