الإخوان.. نحمل الشائعات لمصر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم ماكينة الشائعات والأكاذيب والتخرصات التي تطلقها جماعة الإخوان الإرهابية في محاولات بائسة منها لإفساد أي استحقاق انتخابي، نعود بتقويم الرزنامة نحو 13 عامًا، لنذكرهم بجرائمهم السياسية والانتخابية التي يحاولون إلصاقها إلى غيرهم، رغم كونهم أول من مارسوها، وأحقر من طبقوها.

فحينما انطلقت جماعة الإخوان المسلمين على جناح شعاراتها المزيفة خلال انتخابات 2012، كان شعارهم الكاذب "نحمل الخير لمصر"، إلا أنه سرعان ما أثبت الأيام أن هذا الشعار لم يكن إلا واجهة مزيفة تخفي خلفها أطماعًا خبيثة، وأهدافًا حقيقية لا تعرف سوى الفساد والإفساد، وأن ما حملوه لمصر لم يكن سوى الشر المستتر، فلم يضمروا إلا شرا، ولم يحملوا لمصر إلا انقساما وخيانة.

حينما تولى محمد مرسي حكم البلاد، لم يكن الهدف الوطني في قاموس الجماعة أبدًا هو خدمة المواطن أو تطوير مؤسسات الدولة، بل كان كل شيء في حسابات التنظيم السياسي، الذي سعى لتأسيس أخونة كاملة على الدولة والمجتمع. كانوا يوزعون الزيت والسكر في شنط مختومة بشعار حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان وقتها، في محاولة منهم للعب على العواطف الشعبية، وشراء أصوات الفقراء لتنفيذ مخططهم بالتسلل إلى مؤسسات الدولة، والتحكم في الموارد، وتهيئة الظروف لإعادة إنتاج مشروع السيطرة على المجتمع من خلال أذرعهم السياسية والتنظيمية.

ومع عزل محمد مرسي وشتات الجماعة في أزقة إسطنبول ولندن وبعض الدول الأخرى، تحولت خططهم المباشرة للسيطرة إلى خطط هجينة جديدة تركن إلى نشر الشائعات وتوظيف الأكاذيب كسلاح، وتحول شعارهم الجديد منذ ذلك الحين إلى "نحمل الشائعات لمصر"، وهو شعار ترفعه الجماعة الإرهابية مع كل استحقاق انتخابي أو حدث وطني لتفجير حملات التشويه، وبث الأكاذيب عبر أبواقهم المأجورة في قنوات الشرق ومكملين ووطن، مستفيدين من شبكة إعلامية تحولت إلى ماكينة للتحريض والتزييف.

ومع ظهور حركة "ميدان" الإرهابية، التي يقودها الإرهابيون يحيى موسى ومحمد إلهامي، أصبحت الحركة امتدادًا طبيعيًا لهذا المسار، فلم تترك الجماعة وسيلة إلا وحاولت توظيفها لإرباك العملية الديمقراطية في مصر، وتحويل أي حدث سياسي إلى أداة لترويج الأكاذيب، وتحريض الشارع، وتفخيخ المشهد العام.

لم يقتصر التهديد الإخواني على الإعلام، بل تعداه إلى عمليات ممنهجة لاستهداف وعي المصريين، ومحاولة تشويه الصورة الوطنية لكل مؤسسات الدولة. فقد مارسوا أبشع أنواع التضليل، مستغلين ضعف المعلومات عند بعض الفئات، معتمدين على مقاطع مفبركة، وشائعات عن تزوير، أو عن تدخلات وهمية، أو ادعاءات عن فساد السلطات الانتخابية.

كان ذلك جزءًا من خطة ممنهجة لإعادة إنتاج خطاب الكراهية والعداء للداخل المصري، الذي يعرف تمامًا عواقب السياسات الإخوانية السابقة.

وعلى الرغم من هذه الحملات المكثفة، كان الرد الشعبي والمجتمعي أقوى من كل الأكاذيب. فالمصريون الذين عايشوا سنوات حكم الإخوان، وعرفوا حجم الخراب الذي تركوه خلفهم، لم ينجرفوا وراء شعاراتهم المزيفة، ولم يسمحوا للشائعات أن تهز ثقتهم في مؤسسات الدولة أو العملية الديمقراطية نفسها. كل محاولة للإخوان لإفساد الانتخابات ارتدت عليهم، وكل شائعة أطلقوها سقطت أمام إرادة شعب واعٍ لا يقبل التلاعب بمستقبله.

الجانب الأكثر إيلامًا في هذا الملف هو البجاحة المستمرة للجماعة، التي رغم الفشل الذريع، لا تزال تحاول تصوير نفسها على أنها مدافع عن الشعب، بينما الواقع يقول غير ذلك. الجماعة تتجاهل تاريخها في إشعال الفوضى، وتحويل الأحداث الوطنية إلى أدوات لتقوية نفوذها، لكنها تفشل كل مرة لأن الشعب المصري لم يعد ضحية سهلة.

لا يمكن لأحد أن ينسى كيف كانت جماعة الإخوان توزع الزيت والسكر في شنط مختومة بشعار حزب الحرية والعدالة لتجميل وجهها، وكيف أن هذه الحملات الرمزية كانت مجرد ستار لإخفاء نواياها الحقيقية، عبر السيطرة، الفوضى، ونشر الشائعات لتقويض أي استحقاق ديمقراطي.

اليوم، مع كل استحقاق انتخابي جديد، يثبت المصريون، بالدليل الميداني والرقمي والإعلامي، أن الإخوان لم يتغيروا، وما زالوا يحاولون "نشر الشائعات لمصر"، لكن الزمن تغير، والوعي الشعبي أصبح السد المنيع أمام كل محاولاتهم. وكل شائعة، مهما بلغت قوتها، لن تستطيع أن تهز استقرار الوطن، ولا إرادة شعب تعلم كيف يقرأ الحقيقة من الخديعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق