مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تزداد المخاوف لدى الأمهات من انتشار نزلات البرد والإنفلونزا بين الأطفال، خاصة مع تقلبات الجو وتواجدهم في المدارس لفترات طويلة، ويعد هذا الموسم تحديًا حقيقيا لصحة الصغار، إذ تتأثر المناعة بانخفاض الحرارة، مع زيادة فرص العدوى بالفيروسات المنتشرة في الهواء.

 وفي المقابل، يؤكد المتخصصون أن تحسين نمط الحياة اليومي (لايف ستايل) هو المفتاح الأساسي لحماية الأطفال والحفاظ على نشاطهم خلال أشهر الشتاء دون التعرض للمرض أو زيادة الوزن.

روتين يومي لحماية الأطفال من نزلات البرد

الوقاية تبدأ من العادات البسيطة داخل المنزل،  ينصح الأطباء بضرورة الحفاظ على غرفة نوم الطفل دافئة دون مبالغة، مع تهوية جيدة يوميا لتجديد الهواء ومنع تراكم الميكروبات، كما يفضل الاعتماد على الملابس القطنية أسفل الملابس الثقيلة حتى لا يتعرق الطفل ثم يتعرض للهواء البارد، الأمر الذي يُعد أحد أهم مسببات نزلات البرد.

كما تلعب النظافة الشخصية دورًا مهمًا في تقليل العدوى، حيث يعد غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية من أهم الإجراءات الوقائية، وينصح كذلك بتعليم الأطفال عدم لمس الوجه أو العينين خلال اليوم الدراسي، لأن هذه العادات هي الطريق المباشر لانتقال الفيروسات.

تقوية الجهاز المناعي بالغذاء

التغذية الصحية هي خط الدفاع الأول ضد أمراض الشتاء،  ويؤكد خبراء التغذية أن الأطعمة الغنية بفيتامين C تساعد على تقوية المناعة، مثل البرتقال، اليوسفي، الكيوي، الفلفل الملون، والطماطم. كما يُنصح بإضافة ملعقة من العسل إلى كوب من الماء الدافئ في الصباح لتعزيز نشاط الطفل وحمايته من نزلات البرد.

كذلك تلعب البروتينات دورا مهما في بناء الخلايا المناعية، ومن أهم مصادرها البيض، الدجاج، البقوليات، والسمك، أما الزبادي فهو عنصر أساسي يجب أن يكون ضمن وجبة الإفطار أو العشاء، نظرا لاحتوائه على بكتيريا نافعة تدعم المناعة وتحسن الهضم.

أهمية السوائل الدافئة في الشتاء

يشير الأطباء إلى أن الأطفال غالبا ما يقلّ استهلاكهم للمياه خلال الشتاء، وهو خطأ شائع يضعف المناعة ويزيد فرص الإصابة بالجفاف، لذلك يُنصح بتقديم مشروبات دافئة مثل الينسون، البابونج، والكركديه الدافئ، بالإضافة إلى الماء بدرجة حرارة الغرفة للحفاظ على الترطيب اليومي.

تغيير لايف ستايل الشتاء دون زيادة الوزن

يميل الكثيرون إلى تناول كميات أكبر من الطعام خلال الشتاء بسبب الشعور المستمر بالحاجة للطاقة والدفء، وهو ما يسبب زيادة الوزن للأطفال والكبار. لذلك توصي الدراسات بتعديل نمط الحياة مع بداية الموسم عبر اعتماد نظام غذائي متوازن غني بالخضروات الدافئة مثل شوربة العدس، الخضار المطهي، البطاطا الحلوة، والقمح.، كما يمكن استبدال الحلويات الثقيلة بالفواكه الشتوية المشبعة منخفضة السعرات مثل الرمان، الجوافة، واليوسفي.

ومن الضروري تشجيع الطفل على الحركة داخل المنزل خلال الأيام الباردة عبر تمارين بسيطة لمدة 15 إلى 20 دقيقة يوميًا، للحفاظ على النشاط وتعزيز قدرة الجسم على حرق الدهون.

النوم الجيد وأثره على المناعة

النوم المبكر من أهم مقومات الصحة خلال الشتاء، إذ يساعد الجسم على إنتاج خلايا مناعية جديدة. وينصح الخبراء بأن يحصل الطفل على ساعات نوم كافية تتراوح بين 9 و11 ساعة، خاصة في أيام الدراسة.

متى نزور الطبيب؟

بعض الأعراض تحتاج إلى اهتمام طبي، مثل ارتفاع الحرارة الشديد، صعوبة التنفس، التهاب الحلق المستمر، أو السعال الذي يصاحب صفيرًا. وفي هذه الحالة يجب الرجوع إلى طبيب الأطفال لتحديد العلاج المناسب.