يثير تصاعد الحمم والرماد من بركان هايلي جوبّي في إثيوبيا مخاوف كبيرة تتعلق بالنظام البيئي، حيث يظهر أن هذا النشاط البركاني يهدد الحياة النباتية والحيوانية في المناطق المتأثرة بشكل حاد.
ويمثل الرماد والحمم البركانية تهديدًا مزدوجًا من خلال التأثير الفيزيائي والكيميائي على النباتات والحيوانات، مع احتمال تفاقم الآثار السلبية على المدى القصير، رغم الفوائد المحتملة للتربة على المدى الطويل.
- تأثير الرماد البركاني على النباتات: الاختناق والتسمم
وأوضح توم فايفر، خبير بركاني أمريكي، أن الرماد البركاني يغطي النباتات مسببًا اختناقها عن طريق إعاقة عملية التمثيل الضوئي، وهو ضروري لبقاء النباتات ونموها، بعض مكونات الرماد تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل الفلور، مما يسبب تسمم النباتات والمراعي، ما ينعكس سلبًا على الحيوانات التي تعتمد عليها في تغذيتها، وفقا لوكالة France 24 الفرنسية.
وأكد التقرير، أن هذا يؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي والمراعي التي تشكل مصدر الغذاء الرئيسي للحيوانات البرية والمواشي.
- المخاطر الصحية للحيوانات: مشاكل تنفسية وأمراض جلدية وعينية
وأوضح التقرير، أن تأثيرات البركان تصل إلى الحيوانات البرية والمواشي، والتي تؤثر عليهم في مشاكل تنفسية خطيرة جراء استنشاق الرماد الحاوي على جزيئات صغيرة، إضافة إلى أمراض جلدية وعينية قد تؤدي إلى وفاة بعض الحيوانات أو إضعافها بشكل خطير.
وكذلك، يؤدي تلوث البيئة وتغيير جودة المياه إلى نقص في الغذاء والماء النقي، مما يزيد خطر المجاعة والوفاة بين الحيوانات، فالتدخلات البيطرية والزراعية العاجلة ضرورية للحد من هذه الأضرار، خاصة في الفترة الأولى بعد الثورة البركانية التي تعتبر الأشد على النظام البيئي.
- تلوث المياه وتغيير حموضتها
كما تشمل المخاطر المحتملة تلوث المياه وتغيير حموضتها، ما يؤثر على الكائنات البحرية والمحلية، بالإضافة إلى احتمال حدوث حرائق في المناطق المحيطة بالحمم المتدفقة، مما يزيد من تحديات إدارة الكوارث البيئية.
من جانبه، أكد البروفيسور سيمون كارن من جامعة ميتشيجان، في تقرير وكالة Hindustan Times الهندية، أنه رغم المخاطر المهددة للنظام البيئي، قد تساهم الحمم البركانية بتعزيز خصوبة التربة عبر إضافة معادن مهمة بعد فترة من الزمن، مما يدعم تعافي البيئة ويحفز نمو النباتات من جديد، لكن هذه العملية تحتاج من الوقت والجهد المتواصل لمراقبة البيئة والتدخل السريع، لتجنب الأضرار الطويلة الأمد.

















0 تعليق