زاخاروفا: شروط بروكسل تنكر سيادة كييف وتتجاهل تدخلات الغرب في شؤون الدول

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، شروط الاتحاد الأوروبي للتسوية في أوكرانيا بأنها "سخيفة"، مؤكدة أن بروكسل تتدخل في القرارات السيادية للدول وفي طليعتها أوكرانيا.

وقالت زاخاروفا في تعليق نشرته في قناتها بـ"تلغرام"، إن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عرضت بعد اجتماع مع قادة دول الاتحاد الأوروبي ما اعتبرته شروطًا أوروبية لتحقيق السلام في أوكرانيا، من بينها التأكيد على أن الحدود لا يمكن تغييرها بالقوة، ورفض أي قيود على القدرات العسكرية الأوكرانية.

وأضافت زاخاروفا أن ادعاء بروكسل عدم إمكانية تغيير الحدود بالقوة يتناقض تماما مع "ما قام به الغرب في كوسوفو"، قائلة: "لا يمكن لأورسولا الادعاء بعدم معرفتها بما حدث في كوسوفو، فالغرب هو من أعلن، وبالقوة، إعادة رسم حدود صربيا من جانب واحد، خلافا لإرادة الشعب الصربي".

كما اعتبرت تصريحات الأوروبيين الرافضة لأي قيود على القوات المسلحة الأوكرانية بمثابة إنكار لحق دولة ذات سيادة في اتخاذ قرارات تتعلق بشكل وتعداد قواتها المسلحة. مذكّرة بأن ألمانيا نفسها قبلت بعد الحرب العالمية الثانية قيودا على قواتها المسلحة، وأن فون دير لاين بصفتها ألمانية تدرك هذه الحقيقة جيدا.

وتوقفت زاخاروفا عند تصريح فون دير لاين حول "ضرورة الاعتراف الكامل بالدور المحوري للاتحاد الأوروبي في ضمان السلام لأوكرانيا"، متسائلة: "منذ متى أصبح الاتحاد الأوروبي جهـة تضمن السلام لأوكرانيا؟".

وأضافت: "هذا سؤال مهم، لأنه يجب تحديد التاريخ الذي بدأت فيه بروكسل تُصاب بالهلوسة، وإن أمكن، فليوضحوا أيضا من يتحمل المسؤولية عن هذا الدور المزعوم وبأي صفة".

ووصفت زاخاروفا تصريح فون دير لاين بأن "أوكرانيا اختارت مصيرها الأوروبي" بأنه "الأكثر سخافة"، مضيفة: "نحن نتذكر جيدا كيف أعلن الرئيس الأوكراني المنتخب شرعيا آنذاك، فيكتور يانوكوفيتش، تعليق اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، لأن الاقتصاد والقوانين الأوكرانية لم تكن جاهزة للاندماج الأوروبي. وفي تلك اللحظة تحديدا أطلق الغرب موجة جديدة من احتجاجات الميدان، التي انتهت بانقلاب غير دستوري عام 2014، وأدت في نهاية المطاف إلى إقامة نظام نازي جديد في كييف تديره أقلية من أنصار العولمة".

وكانت فون دير لاين قد أكدت في 23 نوفمبر أن الاتحاد الأوروبي يرفض أي تغييرات على حدود أوكرانيا، ويعارض فرض قيود قد تُضعف القوات المسلحة الأوكرانية، مشيرة إلى أن ممثلي الاتحاد وما يسمى بـ"تحالف الراغبين" سيبحثون ملف المفاوضات بشأن أوكرانيا الثلاثاء المقبل.

يأتي ذلك في وقت أعرب فيه قادة دول الاتحاد الأوروبي، عن تحفظهم على عدد من بنود خطة السلام الأمريكية، حيث كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن عددا من القادة الأوروبيين غير راضين عن المقترحات الأمريكية، ويعملون على إعداد مقترح بديل.

بدورها، رأت مجلة "Responsible Statecraft" أن القادة الأوروبيين يقدّمون دعما علنيا لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع، بينما يناورون خلف الكواليس لإجهاض أي مبادرة قد تُخرج مسار التسوية عن أهدافهم المتطرفة وغير الواقعية، القائمة على "استسلام روسي كامل".

وأضافت المجلة أن هدف بعض دول الاتحاد يبدو أنه إفراغ المبادرة الأمريكية من مضمونها لتصبح غير مقبولة لدى موسكو، ما يعني عمليا العودة إلى سيناريو حرب طويلة، رغم أن ذلك –وفقا لمعطيات الميدان– يصب في مصلحة روسيا ويزيد من تدمير أوكرانيا.

وفي السياق، نقلت صحيفة "الغارديان" عن مصادر مطلعة أن مسؤولين أمريكيين حذّروا حلفاءهم في الناتو من أنه في حال رفض أوكرانيا خطة السلام الحالية، فسيتم طرح صفقة بديلة "أسوأ بكثير" لاحقا.

وفي الوقت نفسه، أكدت وكالة "رويترز" أن واشنطن أبلغت فلاديمير زيلينسكي بضرورة قبول الخطة، في حين أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن كييف وحلفاءها الأوروبيين ما زالوا غارقين في الأوهام، ويحلمون بإمكانية إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، نتيجة افتقارهم لمعلومات موضوعية تعكس حقيقة الوضع على الجبهة.

ورأى الزعيم الروسي أن المبادرة الأمريكية قد تشكل أساسا للتسوية السلمية النهائية، مؤكدا استعداد موسكو للتفاوض، مع استمرار العمل العسكري حتى تحقيق أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا بالقوة إن لم يتسنّ ذلك بالتفاوض.

وشدد بوتين على أن رفض كييف لمقترحات واشنطن يعني أن على أوكرانيا ومشعلي الحرب في أوروبا إدراك أن ما حدث موخرا في كوبيانسك سيتكرر حتما في مواقع مفصلية أخرى.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق