في خطوة سياسية هي الأبرز منذ عودته إلى البيت الأبيض، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، أمرًا تنفيذيًا يوجّه السلطات الأميركية لبدء إجراءات تصنيف عدد من فروع جماعة الإخوان المسلمين كـ"منظمات إرهابية أجنبية".
ويأتي التحرك في ظل ما وصفه البيت الأبيض بـ"تصاعد التهديدات المرتبطة بشبكة الإخوان العابرة للحدود".
تحرك أميركي واسع ضد نشاط الإخوان
وقال بيان البيت الأبيض إن القرار الجديد "يستهدف الشبكة العميقة لجماعة الإخوان، التي تغذي الإرهاب وتزعزع استقرار الشرق الأوسط، وتشكّل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأميركية وحلفاء واشنطن".
وبحسب البيان، فإن فروع الجماعة في مصر ولبنان والأردن مدرجة ضمن عملية التقييم والتصنيف.
وأكدت الإدارة الأميركية أن هذه الفروع "تشارك أو تسهّل أو تدعم حملات عنف وزعزعة استقرار تؤثر بشكل مباشر على أمن مناطقها، وتهدد مواطني الولايات المتحدة وأنشطتها في الشرق الأوسط".
تقرير مشترك خلال 30 يومًا
ووفقًا للأمر التنفيذي، سيقدم وزير الخارجية الأميركي، بالتعاون مع وزير الخزانة، تقريرًا مفصلاً إلى الرئيس خلال 30 يومًا لتحديد الوضع النهائي لعملية التصنيف، استنادًا إلى الأدلة المتوافرة ومعايير إدراج المنظمات الإرهابية المعتمدة في القانون الأميركي.
وقالت مصادر داخل الإدارة إن التقرير سيعتمد على معلومات استخباراتية وتقييمات تتعلق بالنشاط المالي، والهياكل التنظيمية، والارتباطات الخارجية لفروع الجماعة.
ضغوط متزايدة داخل واشنطن
وتشير مصادر سياسية إلى أن قرار ترامب يأتي بعد ضغوط مشتركة من داخل الكونغرس، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على خلفية ما يعتبره مسؤولون "تناميًا ملحوظًا" لنشاط الإخوان عالميًا، وتأثير أيديولوجيتها على المجتمعات الغربية، خصوصًا بين الجاليات المسلمة.
وترى تلك الأصوات أن الجماعة تستغل المناخ السياسي المفتوح في بعض الدول لتوسيع نفوذها، ولخلق شبكات اجتماعية واقتصادية تُستخدم، حسب وصفها، لـ"تعزيز النفوذ السياسي تحت ستار العمل الديني أو الخيري".
واجهات متعددة وأذرع غير مباشرة
وكان ترامب قد صرّح سابقًا، بحسب موقع "جاستن نيوز"، بأن تنظيم الإخوان يستخدم مجموعة واسعة من الواجهات، تشمل مساجد وجمعيات ومراكز ثقافية واجتماعية، بهدف "جمع أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة، وصناعة مجتمع مضلل على المستوى الفكري والسياسي".
وأوضح الرئيس الأميركي أن هذه الواجهات تسمح للجماعة بالعمل "بمرونة عالية" خارج نطاق المراقبة المباشرة، ما يجعل تتبع نشاطها "أكثر تعقيدًا مقارنة بالمنظمات التقليدية".
انعكاسات القرار على الشرق الأوسط
ويرى مراقبون أن قرار الإدارة الأميركية سيشكّل اختبارًا حقيقيًا للعلاقات مع عدة دول في الشرق الأوسط، خصوصًا تلك التي تضم نشاطًا تنظيميًا بارزًا للجماعة. كما قد يشكل القرار ورقة ضغط في ملفات إقليمية تتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب.
وفي حال اعتماد التصنيف رسميًا، ستخضع الفروع المحددة لعقوبات مالية صارمة، بما في ذلك تجميد الأصول وملاحقة أي كيانات تتعامل معها داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
















0 تعليق