أعادت القضية المعروفة إعلاميًا بـ حادثة مدرسة سيدز فتح واحد من أخطر الملفات المتعلقة بالاعتداءات على الأطفال، وذلك بعد أن قدّم اثنان من المتهمين اعترافًا تفصيليًا أكدوا فيه أنهم، ومعهم آخرون، وعلى مدار أكثر من عام كانوا يستدرجون أطفال مرحلة رياض الأطفال بعيدًا عن الإشراف وكاميرات المراقبة، ويقومون بهتك عرضهم تحت التهديد، مستغلين صغر سنهم وبراءتهم وخوفهم.
الاعترافات جاءت متطابقة مع شهادات الأطفال وذويهم، ما كشف عن أن ما حدث كان ممارسة ممنهجة وليست واقعة فردية، وأن الدافع الأساسي وراء الجرائم هو هوسهم الجنسي تجاه الأطفال.
ما هي البيدوفيليا؟
البيدوفيليا هي اضطراب نفسي يُظهر فيه الشخص البالغ ميلًا جنسيًا تجاه الأطفال الذين لم يصلوا بعد لسن البلوغ، وقد يقود هذا الميل الشاذ إلى ممارسات مؤذية مثل اللمس، المداعبة، الاستغلال الجنسي، أو الاغتصاب.
ويصنَّف الاضطراب ضمن الشذوذات الجنسية، وهي ميول غير طبيعية لا تتوافق مع السلوك الجنسي السوي المقبول اجتماعيًا.
ويُلاحظ أن البيدوفيليا أكثر شيوعًا لدى الرجال، وقد تكون تجاه أطفال ذكور أو إناث أو كلاهما.
خطورة الاضطراب تتضاعف عندما يتحوّل الميل إلى فعل، وهو ما يجعل الإبلاغ عن أي سلوك مشبوه ضرورة لحماية الأطفال.
أسباب محتملة وعوامل خطر
رغم عدم وجود سبب واحد مؤكد للبيدوفيليا، فإن الأبحاث تشير إلى عدد من العوامل التي قد تلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب، منها:
التعرّض في الطفولة لاعتداء جنسي أو مشاهدة اعتداءات مشابهة، ما يدفع بعض الأشخاص لتكرار السلوك نفسه عند البلوغ.
اضطرابات هرمونية تؤثر على مراحل تطور الدماغ.
تغيّرات في مناطق مختلفة من الدماغ، مثل:
قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن التحكم في السلوك والانفعالات.
اللوزة الدماغية المسؤولة عن معالجة العواطف.
اضطرابات في المادة البيضاء التي تنقل الإشارات العصبية.
إصابات الدماغ مثل الحوادث، السكتات الدماغية، أو الأورام.
ملاحظة انتشار الاضطراب داخل بعض العائلات، ما يشير إلى احتمالية وجود عوامل وراثية وبيئية مشتركة.
قضية مدرسة سيدز
الحادثة أثارت غضبًا مجتمعيًا واسعًا بعد أن كشفت التحقيقات وجود نمط اعتداءات متكرر استهدف الأطفال لأكثر من عام داخل المدرسة، وتعمل جهات التحقيق حاليًا على التوسع في فحص هواتف وأجهزة المتهمين، والاستماع لباقي الشهادات، وتحديد ما إذا كان هناك ضحايا آخرون لم يُكشف عنهم بعد.















0 تعليق