أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن استضافة الجامعة لهذه الاحتفالية التي نظمتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تعكس التزام الأزهر الشريف بدوره التنويري والتربوي الذي يتجاوز قاعات الدراسة ليشمل استخدام أدوات القوة الناعمة والتكنولوجيا الحديثة للوصول إلى عقول النشء.
جاء ذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي نظمتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا؛ للعرض الخاص للمسلسل الكرتوني الجديد «نور وصندوق الأسرار»، في إطار الاحتفال بمرور 18 عامًا على تأسيس المنظمة، وانطلاقًا من اهتمام الدولة بدعم المحتوى الإبداعي والتعليمي الموجَّه للأطفال والشباب، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال أعمال فنية هادفة تُقدِّم المعرفة بطرق ابتكارية معاصرة.
تبسيط العلوم ونشر الفكر الوسطي
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، أن التعاون بين الجامعة والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر ووزارة التعليم العالي ممثلة في أكاديمية البحث العلمي يُعد أنموذجًا للتكامل بين المؤسسات الوطنية، مشددًا على أن العلم والإيمان صنوان، وأن البحث العلمي يجب أن يستند إلى هوية وطنية راسخة وقيم أخلاقية نبيلة، وهو ما يجسده الأزهر الشريف.
وأشار "داود" إلى أن شخصية «نور» التي يرعاها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب تمثل محتوى تربويا ولبنة أساسية لتبسيط العلوم ونشر الفكر الوسطي، إعدادًا لجيل قادر على المنافسة عالميًّا.
غرس روح الانتماء في نفوس الأطفال
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة "جينا الفقي"، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن إطلاق مسلسل «نور وصندوق الأسرار» يمثل خطوة مهمة نحو تقديم محتوى معرفي مُلهِم يجمع بين الفكرة العميقة والرسالة التربوية وغرس روح الانتماء في نفوس الأطفال.
وأكدت أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تؤمن بأن المعرفة تبدأ من الطفل، وأن بناء عقل علمي حر لا يبدأ من قاعات البحث فقط؛ بل من قصة وقدوة وشخصية ملهمة مثل "نور" التي تمتلك القدرة على فتح خيال الأطفال وربطهم بعلماء ورواد مصر عبر التاريخ.
وأشارت إلى أن المسلسل لا يُعد عملا فنيا تقليديا؛ بل منصة تعليمية حديثة تعرف الأجيال الجديدة برموز مصر العلمية والفكرية، ومن بينهم: الدكتور جمال حمدان، والدكتور فاروق الباز، والدكتور مجدي يعقوب، والدكتور علي مصطفى مشرفة، وغيرهم من الشخصيات التي صنعت لمصر مكانتها العلمية.
وأضافت قائلة: "نحن اليوم لا نطلق مسلسلا فقط؛ بل نطلق جسرا يربط الطفل بالعلم، ويزرع داخله سؤالا وفكرة وحلمًا يصنع بها مستقبله".
كما وجهت الشكر للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر على هذا المشروع الرائد، وعلى تبنيها رؤية تؤكد أن تعزيز الهوية الوطنية يمكن أن يتحقق من خلال الإبداع.














0 تعليق