في كل استحقاق انتخابي، يظل وعي المواطن هو خط الدفاع الأول أمام حملات التضليل ومحاولات التحريض. ومع الإجراءات التي اتخذتها الدولة مؤخرًا لضمان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها، حاولت الجماعة الإرهابية استغلال هذا القدر من الصراحة والانفتاح في الاتجاه المعاكس، فحوّلت كل خطوة إصلاحية إلى مادة للتحريض والتشويه.
فالدولة عندما اتخذت قرارات واضحة لضبط المسار الانتخابي، وحرصت على أن يصل صوت المواطن إلى مكانه الصحيح دون تدخل أو تجاوز، كانت تؤسس لثقة أكبر في العملية الانتخابية. لكن الجماعة الإرهابية رأت في هذا الانفتاح فرصة لمواصلة منهجها القديم: بث الشك، ونشر الأكاذيب، ومحاولة ضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته.
غير أن الواقع جاء عكس ما خططوا له؛ فكلما زادت الشفافية، زاد يقين المواطن بأن المشاركة هي الرد الحقيقي، وأن التحريض ينهزم أمام وعي الشارع. وبدأت فئات مختلفة—خاصة الشباب—تتجه نحو المشاركة الفعّالة، بعدما أدركت أن صوتها مؤثر وأن الدولة تضمن له طريقًا نظيفًا وواضحًا.
التحريض يضعف، والوعي يكبر، والمواطن اليوم أكثر قدرة على التمييز بين من يريد حماية صوته ومن يحاول خطفه. ولهذا تبدو المرحلة الانتخابية تشهد مشاركة أوسع، تُثبت أن الوعي أقوى من التشويه… وأن القرار في النهاية يظل بيد الناخب.











0 تعليق