في ظل النقاشات المتصاعدة حول برامج التلاوة الدينية في مصر، برزت الإعلامية آية عبد الرحمن كرمز للكفاءة والاحترافية، حيث تقدم برنامج دولة التلاوة، البرنامج الذي يهدف إلى اكتشاف وإبراز المواهب القرآنية على مستوى الجمهورية، وقد واجهت خلال الفترة الأخيرة حملة انتقادات غير مبررة تطالب باستبدالها بمذيع رجل، لكنها استطاعت أن تثبت للجمهور والإعلاميين على حد سواء أن المظهر لا يقل أهمية عن الموهبة والقدرة على إدارة البرامج ذات الطابع الديني والثقافي الحسّاس، وأن الاحترافية لا تعرف جنسًا، بل ترتبط بالشغف والإتقان والرؤية الواضحة في العمل الإعلامي.
مسيرة إعلامية غنية بالخبرة
آية عبد الرحمن بدأت مسيرتها الإعلامية منذ سنوات طويلة، حيث عملت في إذاعة راديو مصر لمدة خمس سنوات متواصلة، ما منحها خبرة واسعة في الإعداد والإلقاء، ومن ثم انتقلت إلى شاشة التلفزيون لتقديم برامج سياسية وحوارية على قناة Extra News، بما فيها برنامج "الحقيقة"، الأمر الذي أتاح لها صقل مهاراتها في التواصل مع الجمهور وإدارة الحوار بطريقة راقية وهادئة، كما حصلت على ماجستير في النقد الفني من أكاديمية الفنون بدرجة امتياز، ما أضاف بعدًا ثقافيًا وفنيًا إلى أسلوبها الإعلامي، بالإضافة إلى خبرتها في التعليم الجامعي، حيث تعمل كمعيدة في جامعة القاهرة، وهو ما يعكس الجمع بين الممارسة العملية والتعليم الأكاديمي.
جانب من حياتها الشخصية
ولدت آية في ظروف صعبة، فقد فقدت والدها وهي لا تتجاوز العامين، لكنها نشأت برعاية أم أصيلة، علمتها قيم الطموح والمثابرة، مؤمنة بأن الحياة تمنحنا دائمًا فرصًا جديدة لنثبت أنفسنا.
منذ صغرها كانت آية طموحة ومجتهدة، وكانت تحب محيطًا يشجع على النجاح علاقتها بالله قوية جدًا، وتجد في الإيمان سندًا ودافعًا لمواصلة الطريق رغم الصعاب.
في المدرسة، تميزت في دراستها وأثبتت نفسها في الإذاعة المدرسية، حتى أصبح المدرسون يصفونها بأنها "مذيعة المستقبل".
مع اقتراب مرحلة الثانوية العامة، كرست آية نفسها للمذاكرة بلا كلل لتحقق حلمها بالالتحاق بكلية الإعلام، لكن القدر شاء أن لا يصل مجموعها لذلك، فاختارت تربية نوعية قسم الإعلام، وكانت ترى في ذلك امتحانًا آخر من الله تعتقد أنه سيفتح لها أبوابًا جديدة.
لم تتوقف طموحاتها عند حدود الكلية؛ فقد كانت تحضر المحاضرات ثم تتوجه إلى ماسبيرو للتدريب، ثم تعود إلى المنزل لتواصل المذاكرة، رغم تعليقات المحيطين الذين شككوا في حلمها، لكنها كانت تتعامل مع الصعوبات بصبر، وتكتب رسائل إلى ربها تثق فيها بأنها ستحقق حلمها يومًا ما، وفعلاً لم يخب ظنها، فقد استطاعت أن تثبت نفسها وتصبح إحدى أبرز مذيعات البرامج الدينية.
أما حياتها الشخصية، فآية عبد الرحمن متزوجة، وتشكر الله على زوجها الطموح الذي يفهم طبيعتها ويقدر طموحها، فهو يدعمها في سعيها المستمر لتطوير نفسها ومواصلة النجاح، وهو ما يعكس روحها المستقلة والمجتهدة التي لا تعرف التوقف.
مواجهة الانتقادات بثقة وكفاءة
رغم الدعوات المتكررة لاستبدالها بمذيع رجل، أثبتت آية عبد الرحمن أن الكفاءة والمصداقية هما الأساس في تقديم البرامج ذات الطابع الديني والثقافي، وأن التقدير الحقيقي يأتي من الجمهور الذي يلمس جهدها وإخلاصها في كل حلقة، كما أن أسلوبها الهادئ، وطريقتها في إدارة الحوار وإبراز المواهب، جعل منها مثالًا يحتذى به للجيل الجديد من الإعلاميين، مع الحفاظ على مظهر محتشم يعكس احترام القيم الدينية والثقافية التي يقدمها البرنامج.
بهذا الأسلوب، يظل اسم آية عبد الرحمن مرتبطًا بالكفاءة والاحترافية، وتظل مسيرتها الإعلامية نموذجًا للتفاني والإتقان، وهو ما يجعلها أحد أبرز الوجوه النسائية التي تثبت يوميًا أن الإعلام المحترف لا يعترف بالعقبات ولا يلتفت للانتقادات غير المبررة، بل يسعى دائمًا لتقديم أفضل صورة لمصر ومواهبها القرآنية.


















0 تعليق