فى أحد شوارع حدائق القبة الهادئة، تبدل صوت الحياة بضجيج الصراخ، وتحولت خطوات طالب جامعى مكافح إلى آخر مشهد فى حكاية لم يكن يجب أن تنتهي، هناك، عند باب مطعم صغير، كتب العنف سطره الأخير فى عمر شاب يحمل مسئولية أسرته فوق كتفيه، قبل أن يقطع عاطل مجهول الرحمة خيط مستقبله بضربة "كتر" أنهى كل شيء.
بدأت التفاصيل حين تلقى رئيس مباحث حدائق القبة إشارة من غرفة عمليات النجدة، تفيد بتعرض شاب عشرينى لإصابات بالغة بآلة حادة داخل نطاق أحد الشوارع الجانبية بالقرب من ميدان الكويت.
وعلى الفور تحركت قوة أمنية إلى موقع الحادث، وعثر على المجنى عليه “عمرو” ملقى على الأرض غارقا فى دمائه، وسط محاولات بائسة من زملائه لإبقائه على قيد الحياة.
نقل الشاب إلى المستشفى فى حالة حرجة، ومع الفحص الأولى تبين وجود جروح قطعية عميقة بالوجه والرأس، امتدت من أعلى الجبهة حتى أسفل الذقن، فيما تحدث الأطباء عن محاولة يائسة لرتق ١٥٠ غرزة لوقف النزيف.
كان عمرو، طالب نظم ومعلومات، يبلغ من العمر ٢٢ عامًا، الابن الوحيد وسط أخواته البنات، يعمل ليلًا ونهارًا فى مطعم قريب من منزله ليعول أسرته، ويكمل دراسته دون أن يطلب مساعدة من أحد، لم يكن يدخل فى مشكلات، ولم يعرف عنه سوء؛ فقط شاب مكافح يسعى لستر بيته وحماية والدته وأخواته.
ورغم هدوئه، لم يسلم من اعتداءات المتهم، عاطل اعتاد افتعال المشكلات مع شباب المنطقة بلا سبب، ومع كل مرة، كان عمرو يفضل التجاهل، ظنًا منه أن الصبر هو الحل.
يوم الواقعة كان عمرو يؤدى عمله بشكل طبيعى داخل المطعم، قبل أن يظهر المتهم مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يكتفِ بالمشاجرة اللفظية، باغته من الخلف، وأشهر فى وجهه شفرة “كتر” حادة، ثم انهال بها على رأسه ووجهه بشكل هستيري.
سقط عمرو فى لحظتها، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، تمكنت قوة أمنية من ضبط المتهم وتم تحرير محضر بالواقعة.
وبالعرض على النيابة العامة التى أمرت بانتداب طبيب شرعى لتشريح جثة المجنى عليه وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
وواجهت النيابة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسه ٤ أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه ١٥ يوما آخرين وجار استكمال التحقيقات.











0 تعليق