سادت حالة من الحزن بمحافظة الشرقية، بعد العثور على شاب عشرينى مقتولا وملقى جثمانه داخل مصرف.
بطل تلك القصة الحزينة يدعى محمد جمال شاب من مدينة الزقازيق، فى السابعة والعشرين من عمره، كان من الذين قال عنهم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم "أفئدتهم كأفئدة الطير"، يحمل قلبًا يتسع لما لا يتسع له قلب بشر، وكان يمد يده إلى مخلوقات ضعيفة لم تجد فى الحياة سندًا غيره.
إنقاذ الحيوانات
ولد محمد وفى داخله حنان فطرى لا يشترى ولا يدرس، ومع مرور السنوات صار هذا الحنان طريقا يمشى فيه بإصرار، حتى أصبح واحدًا من أشهر المنقذين التطوعيين لحيوانات الشوارع فى محافظته.
كان يمتلك ملجأ صغيرًا أو كما كان يسميه “بيتى التاني” يضم كلابًا وقططًا تعرضت للتعذيب، بترت أطراف بعضها، وشوهت ملامح بعضها الآخر، وحيوانات أليفة تخلى عنها أصحابها بلا رحمة.
كان محمد يراهم أبناءً له، يفهم وجعهم، ويعاملهم بلطف لا يجده كثير من البشر فى أمثالهم. وكان يردد دائمًا: “هذه الكائنات أرحم وأصدق من كثير من الناس لا تستحق هذا الظلم.”
أموال التبرعات
كان يعمل بصمت، دون ضجيج أو من، وكل ما يفعله كان خالصًا لوجه الله، ومع الوقت، عرفه الناس، وسمعت عنه جمعيات صغيرة، فبدأت المساعدات تصل إليه.
أشخاص من كل مكان تواصلوا معه، منهم من يرسل مالًا، ومنهم من يرسل طعامًا أو أدوية.
لم يكن محمد ثريا، لكنه غنى بالرحمة، كان يستيقظ قبل أن تستيقظ المدينة، يطعم كلابه وقططه، يعالج جريحًا، ويحنو على خائف، ويشعر كل مخلوق بأن له قيمة.
على الرغم من أن محمد كان يسعى للزواج قريبا لكنه لم يقصر يوما فى حق تلك المخلوقات التى أصبحت جزءا من مسئوليته.
كانت أموره تسير بشكل طبيعي، حتى ظهر الجشع والطمع والخيانة فى أقرب المقربين إليه "صديقه".
خدعة الكلب المصاب
ففى أحد الأيام، تلقى محمد اتصالًا من أشخاص أبلغوه بوجود كلب مصاب إصابة خطيرة ويحتضر، لم يتردد لحظة، انطلق مسرعًا، كما اعتاد دائمًا، غير مدرك أن قلبه الطيب سيقوده إلى فخ لم يتخيله.
بعد دقائق، اتصل بأهله بصوت مرتجف، لم يشبه محمد الواثق الذى يعرفونه، طلب منهم مبلغًا من المال بصورة عاجلة، دون أن يشرح السبب، شعروا بالقلق، ومع ذلك لبوا طلبه على الفور.
حاولوا الاتصال به مرة أخرى، لكن وجدوا هاتفه قد أغلق، مر يوم ويومان وغيابه صار حديث المدينة.
اختفاء مفاجئ
ظلت أسرته تبحث عنه على مدار يومين كاملين، وفى فجر اليوم الثالث عثر على جثمانه ملقى فى مصرف مائي، بلا هاتف، بلا أموال، بلا مقتنيات.
وبالتزامن مع بحث أسرته عنه، عثر الأهالى على جثمان ملقى بمصرف القرية، وعندما أبلغوا الشرطة كانت المفاجأة إن الجثمان هو جثمان "محمد".
وبعمل التحريات التى أجرتها رجال المباحث تبين أن أصدقاءه استدرجوه بحجة إنقاذ كلب مصاب، بهدف سرقته، فاستولوا على أمواله ودراجته البخارية وقتلوه ومن ثم ألقوا جثمانه بالمصرف.










0 تعليق