في عالم الطاقة، لا تدور رحى المنافسة فوق الأرض فقط، بل تمتد إلى آلاف الأقدام تحت سطح البحر، حيث تتحرك منصات الحفر كجيوش صامتة تبحث عن كنوز الغاز المدفونة.
تتحرك الحكومة بخطوات محسوبة لتوسيع الاحتياطيات
وفي عام 2025، تتحول مصر إلى مسرح مفتوح لصراع من نوع خاص؛ صراع على القمة بين شركات عالمية تتسابق لاقتناص نصيب الأسد من إنتاج الغاز، بينما تتحرك الحكومة بخطوات محسوبة لتوسيع الاحتياطيات وضمان أمن الطاقة خلال السنوات المقبلة.
شهد قطاع الغاز المصري دفعة قوية بين 2024 و2025، بعد مرحلة من التذبذبات في مستويات الإنتاج، ليصل المعدل الحالي إلى نحو 4.2 مليار قدم مكعبة يوميًا بفضل جهود عدد من الشركاء الدوليين العاملين في البحر المتوسط والصحراء الغربية.
وتعمل داخل البلاد 57 شركة أجنبية في مجالات البحث والاستكشاف، مما يعكس جاذبية السوق المصرية ورغبة الشركات في اقتناص الفرص الواعدة التي يتيحها قطاع البترول.
وضعت مصر خطة طموحة تمتد حتى عام 2030 لزيادة الإنتاج المحلي، بالتوازي مع استثمارات ضخمة أعلنت عنها شركات عالمية مثل “إيني” و**“بي بي”** بإجمالي يفوق 13 مليار دولار خلال السنوات المقبلة. ووفق خريطة الإنتاج، تبرز خمس شركات تتصدر المشهد وتشكل العمود الفقري للإنتاج الحالي.
1. “إيني” الإيطالية – القوة الأولى (أكثر من 40%)
تقود شركة إيني سباق الإنتاج عبر تشغيل حقل ظهر العملاق، إلى جانب امتيازات أخرى في دلتا النيل والصحراء الغربية. وبعد تراجع إنتاج ظهر إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، عادت الشركة للصعود مجددًا عبر 3 آبار جديدة رفعت الإنتاج إلى نحو 1.4 مليار قدم مكعبة، مع خطة لزيادته إلى 1.6 مليار قبل نهاية 2026.
وتخطط إيني لاستثمار 8 مليارات دولار جديدة، تشمل توسعات في الامتيازات وحملات مسح سيزمي واستكشافات أعمق وصولًا إلى سيناء وخليج السويس.
2. “بي بي” البريطانية – شريك الأعماق (25–27%)
ثاني أكبر منتج للغاز في مصر بإنتاج يتجاوز 1.1 مليار قدم مكعبة يوميًا عبر مشروعات “ريفين” و“أتول” وغرب الدلتا.
وتعمل الشركة على برنامج حفر ضخم يشمل 5 آبار جديدة بين 2025 و2026، مع توسعات لتعظيم الاستفادة من البنية التحتية القائمة.
وساهم تشغيل آبار RW4 وRW5 في إضافة 140 مليون قدم مكعبة يوميًا منذ بداية 2025.
3. “شل” العالمية – توسع في المياه العميقة
تواصل شل تعزيز وجودها في غرب دلتا النيل، حيث ارتفع إنتاجها إلى 330 مليون قدم مكعبة يوميًا بدعم من آبار جديدة، مثل "سيينا دي إي"، إضافة إلى استثمارات قيمتها 300 مليون دولار في المرحلة الحادية عشرة.
وتعمل الشركة على مشاريع مستقبلية في امتيازات “هيرودوت” و“مرنيث”، وتخطط لحفر استكشافي جديد حتى 2027.
4. “أباتشي” الأميركية – لاعب الصحراء الغربية (نحو 9%)
تنتج نحو 382 مليون قدم مكعبة يوميًا عبر شراكتها مع “خالدة للبترول”، واستثمرت خلال أول 9 أشهر من 2025 أكثر من 358 مليون دولار.
وقفز إنتاجها بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي، مع استمرار الحفر الاستكشافي وتطوير آبار جديدة.
5. شركاء آخرون
إلى جانب القوى الأربع الكبرى، هناك شركات إضافية تساهم في النسبة المتبقية من الإنتاج، مستفيدة من مناطق الامتياز البرية والبحرية التي تتوسع الحكومة في طرحها.














0 تعليق