في وقت تشهد فيه قضايا الخصوصية الرقمية تصاعدًا ملحوظًا، عاد تطبيق "واتساب" ليشعل الجدل من جديد بعد اكتشاف ثغرة أمنية حساسة تتعلق بكيفية تعامل النظام مع طلبات مطابقة أجهزة الاتصال.
ورغم أن الثغرة لا تسمح بالوصول المباشر إلى الرسائل أو الملفات الخاصة بالمستخدمين، إلا أن تحليلًا أمنيًا حديثًا كشف أن هذه الثغرة تتيح للمحققين الرقميين تتبع أنماط استخدام واسعة، مما يساهم في استنتاج معلومات حساسة حول أصحاب الحسابات، مثل نوع الجهاز المستخدم والعمر التقريبي للحساب.
أتاح تحليل تلك البيانات وتحويلها إلى مؤشرات
وفي هذا السياق قال خبير تكنولوجيا المعلومات المهندس بلال الحفناوي، إن الواقعة تسط الضوء مجددًا على المخاوف المتعلقة بالخصوصية الرقمية، وتثير تساؤلات كبيرة حول حجم البيانات التي يمكن استنتاجها بناءً على سلوك المستخدم، حتى من دون الوصول الفعلي إلى المحتوى نفسه.
ولفت، خلال مداخلة عبر تطبيق سكايب على فضائية القاهرة الإخبارية، اليوم الأحد، أن النظام كان يستجيب لكميات كبيرة من الطلبات بشكل غير متناسب، ما أتاح تحليل تلك البيانات وتحويلها إلى مؤشرات تكشف عن معلومات قد تكون أكثر مما يجب.
الأمن السيبراني لم يعد مجرد رفاهية
وتابع، أنه بالرغم من أن الشركة المالكة لتطبيق "واتساب" سارعت إلى معالجة الثغرة فور اكتشافها، إلا أن الحادث يثير مجددًا القلق بشأن هشاشة البيئة الرقمية التي يعتمد عليها الملايين من المستخدمين في حياتهم اليومية، وفي هذا السياق، يبرز السؤال حول مدى قدرة المستخدمين على حماية خصوصيتهم الرقمية في ظل اتساع رقعة استخدام المنصات الرقمية.
واختتم، أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد رفاهية، بل أصبح خط الدفاع الأخير عن حياتنا الرقمية التي تجري خلف شاشة صغيرة قد تكشف أو تخفي الكثير من التفاصيل الحساسة.













0 تعليق