حذّر خبراء الأعصاب من أن بعض نوبات الضحك غير الطبيعية قد تكون علامة على اضطراب صحي لدى الشخص يحتاج إلى تقييم طبي فوري.

وبحسب مجلة "The Lancet Neurology"، فإن الضحك المفاجئ أو غير المتسق مع الموقف قد يكون عرضًا عصبيًا مصاحبًا لعدة أمراض داخل الدماغ وليس مجرد سلوك عابر.

الاضطرابات المرتبطة بـ"نوبات الضحك"

ويُجمع أطباء الأعصاب على أن نوبات الضحك المفرط أو المتكرر بدون سبب واضح قد تكون إشارة إلى اضطرابات عصبية أو قلبية أو نفسية، خاصة إذا ظهرت بصورة مفاجئة لدى بالغين لا يملكون تاريخًا سابقًا من السلوك غير الاعتيادي.

أحد أبرز الاضطرابات المرتبطة بهذا العرض، ما يُعرف بـ"النوبات الجيلاستيك"، وهي نوبات ضحك لا تعكس مشاعر الشخص الحقيقية.

وأوضحت دراسة منشورة في مجلة "Brain" أن هذه النوبات غالبًا ما تكون نتيجة خلل أو ورم حميد في منطقة "تحت المهاد"، ما يجعل الضحك مجرد "تفريغ كهربائي غير طبيعي داخل الدماغ".

فيما حذّرت "American Heart Association" من أن الضحك الشديد قد يؤدي لدى بعض المرضى إلى "الإغماء الوعائي المبهمي"، وهو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم قد يظهر خاصة لدى مرضى القلب أو أصحاب التاريخ المرضي مع اضطرابات الضغط.

وأشار تقرير سريري إلى أن الضحك في مواقف غير مناسبة قد يكون مؤشرًا لأمراض عصبية مثل السكتة الدماغية، أورام الدماغ، التصلب المتعدد، أو إصابات جذع الدماغ؛ حيث تتأثر الدوائر العصبية الخاصة بالتحكم في المشاعر.

ويظهر الضحك غير المناسب أيضًا ضمن حالة تُعرف بـ"عدم الاستقرار العاطفي"، وهي اضطراب يؤدي إلى تعبيرات عاطفية غير متناسقة مع الشعور الفعلي.

ولفتت مراجعة نشرتها "Neurology" أن هذه الحالة شائعة لدى مرضى الخرف أو من تعرضوا لإصابات دماغية أو سكتات.

وبينت دراسات حديثة في "Nature Reviews Neurology" إلى وجود أسباب أخرى للضحك المفاجئ، مثل اضطراب الخُدار المصحوب بفقدان توتر العضلات، بالإضافة إلى نوبات الهوس لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب.

أما في الأطفال، فتشير أبحاث منشورة في "Orphanet Journal of Rare Diseases"، إلى أن الضحك المتكرر دون سبب قد يكون أحد العلامات المبكرة لمتلازمة "أنجلمان".

وشدد الأطباء على ضرورة طلب استشارة طبية في حال تكرر نوبات الضحك غير المبرر، خصوصًا إذا رافقها دوار، إغماء، اضطراب في الوعي، أو ظهرت بعد إصابة في الرأس.

كما أكد الأطباء ضرورة تقييم الضحك غير الطبيعي لدى الأطفال مبكرًا للتحقق من عدم وجود اضطرابات عصبية أو وراثية مستترة.