احتضنت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء اليوم السبت احتفالية مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأكثر من ١٠٠ من أساقفة الكنيسة، بالإضافة إلى الآلاف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات والمكرسين وأعضاء الهيئات الأكاديمية بالكليات الإكليريكية والمعاهد الكنسية، وسط حضور شعبي كبير، تأتي هذه الفعالية ضمن احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ"نيقية" تحت شعار: "نيقية.. إيمان حي".
طَيّب رفات القديس أثناسيوس:
حمل البابا تواضروس الثاني الكأس التي تحتوي على رفات القديس أثناسيوس الرسولي من مزار الآباء أسفل الكاتدرائية، ورافقه الآباء المطارنة والأساقفة وعدد من الكهنة وخورس الشمامسة، وسط ترتيل نص قانون الإيمان المخصص لهذه المناسبة، كما شاركت فرق الكورال الشعبية التي امتلأت بها ساحة الكاتدرائية. ثم وضع البابا الرفات المقدسة في صندوق خشبي جديد صمم خصيصًا لها.
كلمات متعددة اللغات عن القديس أثناسيوس:
أُلقيت كلمات بعدة لغات ركزت على سيرة القديس أثناسيوس ودوره في مجمع نيقية وجهوده ضد الفكر الآريوسي، حيث تحدث الأساقفة باللغة العربية، السويدية، الفرنسية، الإيطالية، الإسبانية والقبطية حول نشأته، جهاده، قوانين المجمع ونفيه. واختتمت الكلمات بكلمة البابا التي أشادت بفكرة التعدد اللغوي لتأكيد انتشار فكر أثناسيوس عالميًا.
البابا يتناول خمسة أماكن شكّلت حياة القديس أثناسيوس:
ركز قداسته على خمسة أماكن أساسية في مسيرة القديس:
البيت: منبع التكوين والتربية.
الكنيسة: موطن النمو والانتماء.
البرية: مدرسة الزهد والنقاوة.
المجمع في نيقية: منبر الإيمان ووحدة الكنيسة.
المنفى: مختبر الإيمان ومنبر الشهادة والرجاء.
وأوضح البابا تواضروس الثاني أن أثناسيوس نشأ في بيت مؤمن، وتعلّم في الكنيسة، وارتوى من البرية والزهد، وتأثر بالقديس أنطونيوس أب الرهبان، كما أن مجمع نيقية شكّل منبر دفاعه عن الإيمان، بينما أكدت حياة النفي قوته وإيمانه العميق.
وأكد البابا تواضروس أن أثناسيوس كان صوت الوحدة والحق والإيمان الذي تعيشه الكنيسة الجامعة حتى اليوم، مشيرًا إلى دور الكنيسة المصرية في ترسيخ حياة القديسين والحفاظ على استقرار الوطن وسلامه. وأضاف: "نشكر الله على كنيستنا القوية التي تحمل سيرة القديسين، ونفتخر بالكنيسة المصرية باعتبارها أقدم كيان شعبي مستمر على أرض مصر، شاهدة للمسيح وخادمة للوطن والمجتمع".
كما شكر البابا كل المشاركين في تنظيم الاحتفالية، وفرق الكورال والكشافة، والشركة المتحدة لنقل الاحتفالات عبر القنوات المصرية.












0 تعليق