شهدت الأيام الماضية تداول أخبار عن ظهور حالة صحية مثيرة للقلق لدى بعض المواطنين، حيث أعرب البعض عن خشيتهم من أن تكون الفيروسات المنتشرة مؤخرًا أحد متحورات فيروس كورونا، هذه المخاوف تزايدت مع انتشار تقارير غير مؤكدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى شعور عام بالقلق وعدم الاطمئنان بين بعض الفئات.
أستاذ الفيروسات والمناعة: أنفلونزا موسمية وليست “كورونا”
في هذا السياق، أكد الدكتور كريم السويدي، أستاذ الفيروسات والمناعة بجامعة الزقازيق، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن الحالة الصحية المتداولة هذه الأيام لا تُعد سوى أنفلونزا موسمية طبيعية، مرتبطة بتقلبات الطقس وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة.
وأوضح السويدي أن هذه التغيرات المناخية وتغيرات درجات الحرارة المفاجئة والتي تؤثر بشكل مباشر على معدلات الإصابة بالفيروسات الموسمية، مؤكدًا أن وزارة الصحة المصرية لم تُعلن عن أي حالات مرتبطة بمتحورات جديدة من فيروس كورونا، كما لم تصدر الصين أي بيانات تشير إلى وجود متحورات حديثة، ما ينفي أي فرضية عن خطر وبائي جديد على الصعيد الدولي.
وشدّد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة، مثل وزارة الصحة المصرية، لتجنب الوقوع في فخ الشائعات وسوء الفهم، مشيرًا إلى أن انتشار الأخبار غير المؤكدة قد يؤدي إلى إحداث بلبلة وقلق بين المواطنين، بما ينعكس سلبًا على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية في البلاد. وأضاف أن التهويل الإعلامي غير المستند إلى حقائق علمية يفاقم من الأزمة ويؤثر على استقرار المجتمع بشكل عام.
وأوضح السويدي أن أي دولة في العالم لا يمكنها إخفاء ظهور مرض معدٍ أو متحور جديد، لما يمثله ذلك من تهديد مباشر للأمن الوطني وسلامة المواطنين، وذكر أن مصر كانت من أوائل الدول التي أعلنت عن ظهور فيروس كورونا فور انتشاره عام 2006، بالتعاون الكامل مع منظمة الصحة العالمية، وهو ما يمثل جزءًا من التزامات الدول لضمان سلامة شعوبها والحصول على الدعم الفني والمالي لمكافحة الأمراض المعدية.
وأكد الدكتور السويدي أن الشفافية في الإعلان عن الأمراض والأوبئة الجديدة ليست مجرد مسألة صحية، بل هي ضرورة استراتيجية لضمان تعاون الدول مع منظمة الصحة العالمية والاستفادة من المنح والبرامج الداعمة لمواجهة أي تفشٍ محتمل، بما يضمن قدرة الدولة على حماية مواطنيها من المخاطر الصحية المحتملة دون إثارة الذعر أو القلق غير المبرر.
تصريح وزير الصحة
من جهته، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، الدكتور حسام عبد الغفار، ما يتم تداوله عن فيروس تنفسي جديد، مؤكدًا أن "الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر مستقر تمامًا" وأن معدلات الإصابة بالدخول للمستشفيات ضمن المعدلات السنوية المتوقعة، مضيفًا أن فرق الترصد الوبائي تعمل على مدار الساعة للكشف المبكر عن أي تغييرات.
ويُعتبر لقاح الإنفلونزا الموسمية من أهم الوسائل الوقائية، حيث أكدت الوزارة توفره في جميع مراكز الصحة والفروع على مستوى الجمهورية، مع توصية خاصة للفئات الأكثر عرضة كالاطفال تحت سن الخمس سنوات، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأوضح الدكتور عبد الغفار أن التطعيم لا يسبب الإصابة بالإنفلونزا، ويُفضل أخذه في بدايات فصل الخريف والشتاء لزيادة فعالية الوقاية ضد الفيروسات التنفسية الموسمية.


















0 تعليق