قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القصص القرآني يمثل خلاصة مختارة من علم الله اللامتناهي، مؤكدًا أن ما لدى الخالق من قصص وحِكم لا يمكن حصره في مجلدات أو إدراكه بحدود بشرية، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"، وقوله: "ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله"، مشددًا على أن علم الله لا بداية له ولا نهاية.
وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc"، أن وراء كل لقطة من لقطات الحياة قصة عظيمة، مستشهدًا بما ورد عن الخضر عليه السلام، حيث لم يُظهر القرآن من سيرته إلا ثلاث لقطات فقط، هي قصة أصحاب السفينة، وأصحاب الجدار، والغلام، وكل منها تمثل قصة قائمة بذاتها، تعكس عمق المعاني التي تخفيها مشاهد الوحي.
وأوضح أن اختيار القصص في القرآن هو اختيار إلهي دقيق، يحمل رسائل لا تُعد ولا تُحصى، وأن ما يُروى للبشر في القرآن هو جزء من بحرٍ لا ساحل له من علم الله، داعيًا المسلمين إلى عدم التعامل مع القصص القرآني على أنها مجرد سرد أو تسلية، بل باعتبارها حِكمًا وتوجيهات تمسّ واقع الإنسان وحياته.
وأشار إلى أن هذا النهج يتجلى أيضًا في قصة ذي القرنين، حيث قال تعالى: "قل سأتلوا عليكم منه ذكرًا"، موضحًا أن القرآن لم يتطرق إلى تفاصيل حياته الخاصة، بل اقتصر على ما يخدم الهداية والمقصد الإلهي، وهو ما ينطبق كذلك على ذكر الأنبياء، إذ لم يُذكر منهم في القرآن سوى خمسة وعشرين نبيًا من أصل نحو 124 ألفًا، في دلالة على أن القصص القرآني موجّه بدقة ليصل إلى عقل الإنسان وقلبه بالرسالة التي يريدها الله تعالى.
وأكد أن المسلم لا ينبغي أن يمر بالقصص القرآني مرور الكرام، بل يجب أن يتأمل رسائله ومقاصده، لأن كل قصة تمثل اختيارًا إلهيًا له غاية محددة ورسالة ينبغي فهمها وعدم التفريط فيها.


















0 تعليق