نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية لـ"البوابة نيوز": المبادرة الرباعية انبثقت عن الرؤية المصرية فى اجتماع مع القوى المدنية السودانية بالقاهرة منتصف 2024|حوار

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ظل تصاعد الأزمة السودانية وتعقّد مشهد الصراع الذى اندلع فى منتصف أبريل 2023 بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، تبرز بعض المبادرات كمحاولة أخيرة للحد من الانهيار الأزمة التى يعانى منها السودان.

 

المبادرة الرباعية بشأن السودان

وعلى رأس هذه التحركات، تأتى المبادرة الرباعية الدولية التى تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، والتى طرحت رؤية متكاملة لوقف إطلاق النار ومعالجة جذور الصراع عبر مسارات أمنية وإنسانية وسياسية متزامنة، إضافة إلى إعادة الإعمار.

هذه المبادرة، التى تعكس إلى حد كبير الرؤية المصرية المطروحة فى القاهرة عام 2024، أثارت جدلًا واسعًا فى الداخل السوداني، خاصًة بعد قبول الدعم السريع لها وتحفظ الجيش عليها، وطرحت أسئلة عميقة حول مستقبل العملية السياسية، وموازين القوى، وشكل الدولة السودانية بعد الحرب.

فى هذا السياق، حاورت "البوابة" السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أحد أبرز المنخرطين والمتابعين للملف السوداني، لاستجلاء رؤيته بشأن المبادرة الرباعية، ومدى قدرتها على وقف النزاع.

28404f8d62.jpg
حوار البوابة نيوز مع السفير صلاح حليمة

■ هل المبادرة الرباعية خارطة طريق مثالية لإنهاء الأزمة السودانية؟

الرباعية الدولية تتكون من مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، وهى أكثر الدول نفوذا وتأثيرا فى الأزمة السودانية ومنطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر، والمبادرة التى طرحت تكاد تكون هى الرؤية المصرية التى طرحت فى يوليو ٢٠٢٤ حينما اجتمعت القوى المدنية السودانية بالقاهرة التى تشكل غالبية المجتمع السوداني.

ولأول مرة، تكون هناك خارطة طريق تتعلق بالأزمة السودانية تتحدث عن ثلاثة مسارات متزامنة، وهى المسار الأمنى والإنسانى والسياسي، بالإضافة إلى إعادة البناء والإعمار، وإذا تم تنفيذ هذه المسارات مكتملة يمكننا كتابة كلمة النهاية عما يجرى فى السودان.

ولا بد أن يجرى إحياء منبر جدة بمفاوضات مباشرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، شريطة الاعتراف بأن القوات المسلحة السودانية هى مؤسسة وطنية معترف بها من كافة الدول والمنظمات وأن الدعم السريع ميليشيا مدانة ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية وتدمير للبنى التحتية، وبالتالى لا يتم التعامل معهما على قدم مساواة.

■ ما المخاطر السياسية المتوقعة إذا استمر الارتباط بين القوى العسكرية وبعض المكونات الحزبية؟

وفقًا للمسار السياسى فى المبادرة الرباعية، يتوجب أن تنفصل الحاضنة العسكرية عن السياسية، بمعنى أن المكون العسكرى لا تكون له حاضنة سياسية من أى من الأحزاب أو الحركات المدنية والعكس، فيجب أن يتم فك الارتباط بين ما يسمى بمجموعة "تأسيس" التى تضم قوى سياسية تقف وراء الدعم السريع، ويجب أن يتم فك الارتباط بينهما، فالدعم مكانه فى المسار الأمني، وإذا لم يحدث ذلك فلا مكان لهذه القوى السياسية فى مستقبل السودان.

أما بالنسبة للقوات المسلحة فلا حاضنة سياسية لها أيضا، ويجرى الانفصال بين الجيش والحركة الإسلامية وغيرها، فالمسار السياسى يشمل كافة مكونات المجتمع السودانى دون إقصاء إلا فى حالة استمرار الارتباط بين أى من المكونين العسكرى والسياسي.

■ تنص مبادرة الرباعية على أنه سيجرى تشكيل حكومة سودانية.. فمن سيختار أعضائها؟

هذا يتبع المسار السياسى الذى يشمل كافة مكونات المجتمع السياسى ومنوط به إجراء حوار سودانى سودانى لا يقصى أحدا، دون تدخل خارجى ومهمته تشكيل حكومة مدنية انتقالية ذات كفاءات تكنوقراط بعيدًا عن المحاصصة السياسية خلال المرحلة الانتقالية وتمهد لانتخابات شفافة وحرة ونزيهة، وإقامة نظام مدنى ديمقراطي.

■ لماذا لم يتواجد أى طرف سودانى فى صياغة المبادرة الرباعية؟

حينما يبدأ السير فى المسار السياسي، سيجرى هذا عن طريق الحكومة السودانية التى تدير البلاد حاليا ومعترف بها إقليميا ودوليا، وبرعاية الرباعية الدولية.

■ لماذا قبلت الدعم السريع المبادرة الرباعية وتحفظ عليها الجيش؟

تحفظ القوات المسلحة السودانية نابع من وجود طرف فى الرباعية الدولية يساوى بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهذه نقطة مرفوضة من جانب الجيش تماما، فهو مؤسسة وطنية معترف بها دوليا، بينما الدعم السريع ميليشيا مدانة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وارتكاب إبادة جماعية وينتظر تصنيفها كمنظمة إرهابية.

وأعتقد أن هذه المشكلة لن تمثل معضلة أمام تنفيذ المبادرة الرباعية ويمكن تجاوزها.

2adca288bc.jpg
السفير صلاح حليمة ومحرر البوابة نيوز

■ ما هو تأثير وقوع الفاشر تحت سيطرة الدعم السريع على الأمن القومى المصري؟ 

الموقف المصرى واضح وهو عدم التدخل فى الشئون الداخلية للسودان، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه والمحافظة على مؤسسات الدولة وأى تأثير على الأمن السودانى ينعكس أيضا على الأمن القومى المصري. وبالتالى فالحكومة الموازية لم يتم الاعتراف بها وهناك اعتراض من جانب العديد من القوى على رأسهم مصر، لأن هذا تهديد لوحدة السودان، وتدخل من جانب الدول المساندة للدعم السريع.

■ هل السودان مقبل على التقسيم بعد هذه الحرب؟

رغم تشكيل الدعم السريع لحكومة تأسيس إلا أنها غير معترف بها دوليًا من أى طرف، ولا تمارس أى دور على الأرض وتنفصل عن السودان، على الرغم من الموارد الكبيرة التى يتمتع بها إقليم دارفور.

والجيش السودانى لن يقبل بأى شكل من الأشكال باستمرار سيطرة الدعم السريع على المناطق الخاضعة له وسيستعيدها مرة أخرى.

الأمر الآخر، يعتمد الدعم السريع على القبائل العربية، بينما الأمر مختلف فى إقليم دارفور التى يقطنها قبائل غير عربية، وإذا نظرنا إلى مكونات الدولة فهى سلطة وأرض وشعب، وإذا امتلكت قوات الدعم السريع العنصرين الأولين فالشعب لن يرضى بالخضوع والرضا بحكمهم حيث يمارس ضدها نوعٍا من أنواع التفرقة أو العنصرية القبلية التى لا يمكن معها إقامة دولة.. لذلك هو يسعى إلى السيطرة على منطقة شمال كردفان وجنوبها على اعتبار أنها ذات أغلبية عربية.

■ كيف ترى دعوة وزير الخارجية الأمريكى لوقف مساندة الدعم السريع؟

هذا موقف يدعم وحدة السودان واستقراره.. والمجتمع الدولى بما فيه الولايات المتحدة التى هى عضو فى الرباعية الدولية يدعو إلى وقف أى مساندة لقوات الدعم السريع ويقترب من تصنيفها كمنظمة إرهابية وهذا يعنى ألا يتم معاملة الدعم على قدم مساواة مع القوات المسلحة السودانية.

■ هل الحسم العسكرى هو الخيار الوحيد للأزمة فى السودان؟

ليس هناك حرب تنتهى بحسم عسكري، وإنما سيجرى الأمر عن طريق تفعيل المبادرة الرباعية بالشكل المأمول ويتزامن ذلك مع تحسن الوضع العسكرية للجيش السوداني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق