كشف الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي الإدارة والتحرير بجريدة الدستور، عن كواليس أول لقاء جمعه مع أستاذ أجيال الصحافة المصرية، محمد حسنين هيكل، وذلك خلال مناقشة وتوقيع كتابه "هيكل ومبارك"، بدار بتانة، ناشر الكتاب.
وقد شهد الحفل زخما وحضورا حاشدا، حيث ناقش الكتاب، المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، الكاتب أكرم القصاص، الإعلامية الكبيرة فريدة الشوباشي، الإذاعي محمد عبد العزيز، الباحث الدكتور أحمد لاشين، الكاتب الدكتور أشرف الصباغ. وغيرهم من وجوه الثقافة والإعلام في الساحة المصرية.
محمد الباز: كتاب "هيكل ومبارك" إرث لهيكل
وأشار “الباز” إلي أن كتاب “هيكل ومبارك”، كتاب أعتبره إرثا للأستاذ هيكل، والذي سعيت إلي مقابلته وكنت وقتها قد تركت جريدة صوت الأمة، وبدأت في العمل مع عبدالله السناوي وله علاقة وثيقة جدا بالأستاذ هيكل وطلبت منه مقابلة هيكل.
وبالفعل طلبت مقابلته وعندما سألتني مديرة مكتبه عن سبب المقابلة قلت لها إن مقابلة هيكل فى حد ذاتها سبب، خاصة وأن أي صحفي يتمني مقابلة هيكل، فالمقابلة بحد ذاتها هى الموضوع.

وتابع "الباز" وبالفعل ذات يوم اتصل أحدهم بمكتبي بالجامعة وفوجئت إنه الأستاذ هيكل بنفسه يحدد لي موعدا، وكان قد حدد لي 20 دقيقة للمقابلة لكنها استمرت 45 دقيقة، تحدثنا طويلا، وفى النهاية سألني عن سبب طلب المقابلة، وقتها طرأت علي بالي فكرة فقلت له إنك كتبت قصتك السياسية مع الرؤساء، وأنا أريد كتابة قصتك الإنسانية مع الرؤساء.
محمد الباز: الأهرام احتفلت بعيدها الـ 135 بدون هيكل
وأضاف الدكتور محمد الباز، عندما احتفلت جريدة الأهرام بذكري تأسيسها الـ 135 لم توجه الدعوة إلي هيكل، رغم أنه أحد مؤسسيها، نظرا للموقف بينه وبين مبارك، طرحت فكرة أن نحتفل نحن في صحيفة الفجر ونكتب قصة الأستاذ هيكل.
كان هذا قبل يناير بقليل، وعندما طلبت من هيكل أن يكتب قصته مع مبارك رفض، لكن وبعد أحداث يناير 2011، ظهرت مقالات هيكل الثلاثة عن حسني مبارك، الأستاذ هيكل حكي حكايته هو بنفسه روايته عن علاقة بمبارك من زاويته الخاصة.

ولفت "الباز" إلي أنه اعتمد فى كتابه قصة هيكل ومبارك على من عملوا فى عصر مبارك من بينهم مصطفى الفقى، ثم المصدر الأهم وهو الأرشيف الصحفي، وما كتبه هيكل وما كتب عنه وما كتبه مناوئوه عن الصراع بينه وبين مبارك.
والزاوية الأخرى المفضلة لدي في الكتابة هي العلاقة ما بين الصحافة والسلطة في مصر وهى علاقة معقدة وتاريخها صعب توصيفه، لأن كل صحفى فى مصر صغير أو كبير لديه جزء من هذه القصة.

لم انتصر لا لمبارك ولا لهيكل
واستكمل: لم انتصر في الكتاب لا لمبارك ولا لهيكل خاصة وأن العلاقة شاقة ومعقدة، وحتي لا نستطيع القول من علي صواب ومن علي خطأ فى هذه القصة.
لكن الحقيقة أن مبارك كان عنده حق فى بعض الأمور نحو هيكل، والبعض يعتقد أن علاقة هيكل ومبارك بدأت مع الإفراج عنه سنة 1981، فكان الكتاب عن رصد لهذه العلاقة منذ بدايتها وحتي الاشتباك الأخير.
هيكل كان أقسي علي مبارك من السادات
وتابع "الباز": هيكل كانت له كتابات انتقامية أهمها خريف الغضب، ولكن كتابه عن مبارك كان أكثر قسوة من خريف الغضب، كتابة هيكل عن مبارك كان فيها قدر من الاستهانة والاستهزاء، خاصة أن التعامل بينهما كان خاصا.

وأوضح: ففي أول لقاء مباشر لمبارك مع هيكل حاول إفقاده فكرة إنه منافس ورجل قوي، فخلال مرض هيكل قبل الأخير، وبعد محاضرته الشهرية في الجامعة الأمريكية 2003، سافر هيكل للعلاج فى الخارج وعاد وطلب مبارك رقم تليفونه من فاروق حسني.
ويقول هيكل عن هذه المكالمة إنه احتشد لهذه المكالمة، لكنه فوجئ بمبارك يسأله عن صحته ويطمئن عليه وفى هذه المكالمة قال مبارك لهيكل إنه قدم خدمات كثيرة للبلد وأنه يتكفل بعلاجه على نفقته الشخصية، بينما هيكل ينتظر لحظة الاشتباك، لكن مبارك لم يعطه الفرصة وتحدث عن صحته واستعداده لعلاجه على نفقته الشخصية.
















0 تعليق