تابعت بسعادة غامرة انطلاق المبادرة الثانية للتحول الرقمى فى التعليم وتنمية مهارات طلاب المدارس، بما يتواكب مع متطلبات العصر الحديث، التى انطلقت منذ عدة أيام تحت عنوان «شتاء رقمى»، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى وشركة سيسكو العالمية، لتعزيز قدرات النشء والشباب فى المهارات التقنية الحديثة فى مجالات التكنولوجيا، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى أو شبكات الأمن السيبرانى.
هذه المبادرة تستهدف مليون طالب من المرحلتين الإعدادية والثانوية وطلاب المدارس الفنية والمدارس التكنولوجية التطبيقية، وقد يرى البعض أن هذا هدف طموح جدًا، لكنه فى الحقيقة لا يمثل سوى نسبة صغيرة من شباب مصر. وبتنفيذ هذه المبادرة طوال الأسابيع القليلة المقبلة ستصبح مصر ثانى دولة فى العالم فى التدريب التكنولوجى، بعد أن كانت منذ عام واحد فقط تحتل المركز الثانى عشر، وستصبح مصر هذا العام أيضًا الأولى عربيًا والأولى إفريقيًا، نظرًا لدعم الدولة لعملية التحول الرقمى فى التعليم وتنمية مهارات طلاب المدارس، بما يتواكب مع متطلبات العصر الحديث، خاصة بعد أن تنبهت الدولة إلى أنه مع عام 2030 ستختفى 70% من الوظائف الحالية التقليدية على مستوى العالم وستظهر 140% وظائف جديدة، معظمها فى مجال التحول الرقمى. وقد بدأت مصر تستعد لهذه المرحلة بأشكال كثيرة، كان من بينها هذه المبادرة التى تشجع كل الطلاب المتميزين الراغبين فى التعامل مع هذه التقنيات الحديثة على فتح مجالات التدريب عليها دون الانتظار؛ لوضع ذلك فى برامج تعليمية بمراحل التعليم المختلفة فقط، التى قد تؤتى أكلها بعد سنوات طويلة.
كانت البداية فى المبادرة الأولى فى هذا الشأن، التى بدأت سابقًا تحت عنوان «صيف رقمى»، وشارك فيها 138 ألف طالب، وحصل فيها 300 طالب على الرخص الدولية فى «صيف رقمى»، وتم هذا الإنجاز كله خلال شهرين، ولم يكن الكثيرون يعرفون عنها تفاصيل كثيرة. أما الآن، فقد أصبح جميع الطلاب يعلمون بوجود مبادرة «شتاء رقمى» التى تستهدف هذا العدد الكبير.
يمكن للطالب الراغب فى التسجيل بهذه المبادرة، التى سيلتحق بها «أونلاين»؛ بدءًا من الآن وبجهد شخصى من جانبه وأيًا كان موقعه بأى محافظة، الدخول على موقع «مصر التفاعلية» الخاص بهذه المبادرة. وسوف يحصل فور اجتياز فترة التدريب على رخصة دولية لممارسة المهنة فى أحد مجالات التكنولوجيا، حيث يتم تقديم ثلاث رخص دولية معتمدة من شركة سيسكو العالمية ومعترف بها عالميًا، وهى رخصة الأمن السيبرانى، ورخصة الشبكات، ورخصة الدعم الفنى.
هذه الرخص ذات قيمة هائلة، لأنها ستمكن الحاصل عليها من العمل، وهو فى مصر، مع شركات عالمية، وسوف يتقاضى راتبه منها بالدولار، وهو ما زال طالبًا، ما دام قد نجح فى الحصول على هذه الرخصة الدولية خلال شهر فبراير المقبل من خلال دراسته «أونلاين» طوال فترة هذه الدورة مع هذه الشركة، واجتياز الاختبارات التى ستتم فى هذا الشأن. ومن المتوقع أن يصل عدد الذين سيحصلون على هذه الرخصة فى هذه الدورة الجديدة إلى أكثر من 600 طالب وطالبة من هؤلاء الطلاب المتميزين المحبين لدراسة التكنولوجيا الرقمية.
الغريب أن التجربة الأولى فى «صيف رقمى» أظهرت أن طلاب المرحلة الإعدادية كانوا «شاطرين» جدًا ومركزين؛ بل قد يكون تركيزهم أكبر من طلاب المرحلة الثانوية الذين ربما تشغلهم فكرة الجامعات والدروس. وبما أن الكورسات تُقدم أونلاين، فهذا يتيح لكل طالب أن يتقدم فيها حسب قدرته وسرعته الخاصة، وسيحصل الطالب على إشارة بعد إنهاء كل كورس، وبعد أن يكمل حزمة الكورسات، يدخل امتحانًا دوليًا للحصول على الرخصة النهائية.
وأجمل ما فى هذه المبادرة، كما تقول الدكتورة رشا سعد شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم، هو فكرة المرونة، حيث إن التدريب كله يكون أونلاين، ولا يوجد وقت ضائع فى الذهاب والعودة، ويمكن للطالب اختيار الوقت المناسب له. وبالنسبة للمدة، ستنتهى دورة «شتاء رقمى» مع نهاية فصل الشتاء، أى فى آخر أسبوع من شهر يناير، حتى نتمكن فى الأسبوع الثانى من فبراير «خلال إجازة نصف السنة» من إعلان الفائزين بإذن الله، وبعد ذلك سنبدأ فى إطلاق مبادرات «ربيع رقمى» و«صيف رقمى» جديد، لتظل فصول السنة كلها تدريبات ورخصًا وشهادات دولية إن شاء الله. دعواتى لكل طالب سيلتحق بهذه الدورة، التى ستنقله نقلة نوعية كبيرة فى مجال التكنولوجيا وتطبيقاتها، ليستفيد من عوائدها الكبيرة أيضًا.
0 تعليق