أثار لقاء السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي مع الجاسوس المدان جوناثان بولارد جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة، بعدما أعلن البيت الأبيض أنه لم يكن على علم مسبق بهذا الاجتماع. وظهرت تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض التي أكدت أن الإدارة فوجئت بخبر لقاء هاكابي ببولارد داخل السفارة الأمريكية في القدس، وأن اللقاء لم يكن مدرجًا على جدول الأعمال الرسمي.
رغم ذلك، أوضحت المتحدثة أن الرئيس يدعم هاكابي وما يقوم به من جهود لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات بشأن طبيعة الدور السياسي الذي يلعبه السفير في المرحلة الحالية.
وتشير التقارير الأمريكية، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن الاجتماع الذي جمع بولارد مع هاكابي قد تم بناءً على طلب بولارد نفسه، الذي أكد في مقابلة إعلامية أن الهدف الأساسي كان تقديم الشكر للسفير على دعمه له خلال فترة سجنه. ويُعد بولارد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل، بعد قضائه 30 عامًا في السجن بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وهي واحدة من القضايا التي تسببت في توتر تاريخي بين واشنطن وتل أبيب. ومع الكشف عن لقاء هاكابي معه، عبّرت جهات داخل الاستخبارات الأميركية عن انزعاجها، معتبرة أن الاجتماع يمثل خروجًا واضحًا عن القواعد المتعارف عليها في التعامل مع المدانين بقضايا تتعلق بالأمن القومي.
ويثير لقاء هاكابي ببولارد المخاوف داخل المؤسسات الأمنية، خصوصًا وكالة المخابرات المركزية، التي ترى أن التواصل مع شخص أدين بواحدة من أخطر قضايا التجسس قد يعطي انطباعًا بأن الإدارة الأميركية تحت قيادة ترامب أصبحت أكثر مرونة تجاه تجاوزات الحلفاء. كما يثير الاجتماع تساؤلات حول ما إذا كان هاكابي قد حصل على موافقة رسمية مسبقة، أم أنه اتخذ هذه الخطوة بشكل فردي بهدف تعزيز علاقاته السياسية مع اليمين الإسرائيلي الذي ينتمي إليه بولارد.
وفي ظل هذا الجدل، تستمر التساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وعلى صورة الإدارة الأمريكية التي تحاول الحفاظ على توازن دقيق بين التعاون الأمني والالتزام بالقواعد الصارمة المتعلقة بالتجسس. اللقاء الذي تم بمبادرة بولارد، ورد فعل البيت الأبيض، يضع هاكابي في قلب نقاش حساس حول كيفية تعامل واشنطن مع الملفات الأمنية المعقدة.








0 تعليق