يتعرّض الجيش اللبناني لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد اتهامه بعدم التقدّم بالسرعة المطلوبة في تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله في الجنوب، ما أدى إلى إلغاء زيارة رسمية كان يفترض أن يقوم بها القائد العام للجيش، العماد رودولف هيكل، إلى واشنطن هذا الأسبوع، وفق ما أكد مصدر عسكري رفيع لـ"فرانس برس".
تصعيد أمريكي إسرائيلي ضد الجيش اللبناني بعد تعثر ملف نزع سلاح حزب الله وإلغاء زيارة قائد جيش لبنان لواشنطن
ومنذ وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 25 نوفمبر، عزز الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة الجنوبية، حيث ارتفع عدد عناصره إلى أكثر من 9 آلاف جندي. وبدأ، منذ سبتمبر، بتفكيك البنى العسكرية للحزب جنوب نهر الليطاني، ضمن المرحلة الأولى للخطة الحكومية التي يفترض أن تنتهي مع نهاية العام. ويؤكد مصدر عسكري: "نلتزم بالخطة كما أقرّتها الحكومة والجدول الزمني المعروف لكل الأطراف"، لكنه يشدد على أن طلب واشنطن نزع سلاح الحزب في كل لبنان خلال أسابيع هو "أمر مستحيل
وتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بعد اعتراض أعضاء في مجلس الشيوخ، بينهم ليندسي غراهام، على بيان أصدره الجيش وصف فيه إسرائيل بـ"العدو" عقب إطلاق نار على عناصر من "يونيفيل
وأدى ذلك إلى إلغاء لقاءات رسمية كانت مقررة للقائد في واشنطن، فاضطر إلى إلغاء الزيارة بالكامل.
وفي ذات السياق،قال الخبير الأمني الدولي، جيفري هاربر إن واشنطن تمارس "ضغطًا مكثفًا" على الجيش اللبناني لإثبات أنه قادر على لعب دور بديل عن نفوذ حزب الله
لكنه يوضح أن الجيش "لا يملك الأدوات اللوجستية أو الغطاء السياسي للقيام بعمليات تفتيش شاملة داخل القرى الجنوبية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر العملية بطيئة، رغم أن الجيش "حقق تقدمًا فعليًا في تفكيك أنفاق ومواقع للحزب
ومن جانبها ترى دوائر دبلوماسية غربية أن هذا التوتر يعكس صراعًا أوسع حول مستقبل الجنوب اللبناني بعد الحرب
فإسرائيل تضغط لفرض معادلة "صفر سلاح"، بينما تتمسك بيروت بخطة تدريجية لتجنب انفجار داخلي
ومع استمرار الضربات الإسرائيلية والاتهامات المتبادلة، يبدو أن ملف نزع السلاح سيتحول إلى نقطة اشتباك سياسي وعسكري مفتوح في المرحلة المقبلة.














0 تعليق