كشفت نتائج تحليل الفقر متعدد الأبعاد لدى الأطفال في مصر التي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن مؤشرات مهمة تسلط الضوء على أوضاع الرفاهية الأساسية للأطفال ومدى تعرضهم للحرمان في مختلف الأبعاد الحياتية.
يأتي هذا التحليل في وقت تتوسع فيه الدولة في تنفيذ برامج اجتماعية وتنموية تستهدف رفع كفاءة الخدمات وتحسين الظروف المعيشية للأسر الأكثر احتياجًا.
الفقر متعدد الأبعاد بين الأطفال
أظهرت النتائج أن نحو 6.6 مليون طفل في مصر يعانون من الفقر متعدد الأبعاد، أي ما يعادل 16.9% من الأطفال من عمر صفر إلى 17 سنة، ووفق هذه التقديرات، فإن طفلًا واحدًا من بين كل 6 أطفال يواجه حرمانًا واضحًا في بعدين أو أكثر من أبعاد رفاهيته الأساسية.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ كشفت البيانات أن نحو 1.6 مليون طفل آخر يواجهون شكلًا أكثر حدة من الفقر، يعانون خلاله من الحرمان في ثلاثة أبعاد أو أكثر، ما يعكس تحديًا مضاعفًا يتطلب تدخلات تنموية أكثر تركيزًا وفعالية.
الفئات الأكثر تعرضًا للحرمان
تشير نتائج التحليل إلى أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر هشاشة وتعرضًا للفقر متعدد الأبعاد بنسبة 20.8%، وهي النسبة الأعلى مقارنة ببقية الفئات العمرية.
وبلغت نسبة الفقر بين الأطفال من 5 إلى 11 سنة نحو 16.6%، بينما ارتفعت إلى 13.5% بين الفئة العمرية 12–17 سنة، ما يظهر أن الحرمان يطول شرائح عمرية مختلفة ولكن بحدة متفاوتة.
وتعكس هذه النتائج أهمية توجيه البرامج والسياسات التدخلية نحو الفئة العمرية الأصغر، حيث يكون تأثير الحرمان أكبر وأكثر خطورة على النمو الجسدي والنفسي والمعرفي للطفل.
الأبعاد الأكثر تأثيرًا في الفقر
أبرز التحليل أن أبعاد المياه، الصرف الصحي، المعلومات، ظروف السكن، الحماية، والتغذية تأتي في مقدمة العوامل التي تسهم في ارتفاع معدلات الفقر متعدد الأبعاد بين الأطفال، ويكشف الارتباط الوثيق بين هذه الأبعاد الثلاثة أن حرمان الطفل لا يرتبط فقط بالدخل، بل يشمل جودة السكن، ومستوى التغذية، وغياب خدمات الرعاية الأساسية والحماية الاجتماعية.















0 تعليق