ثلاثة مواقع تاريخيّة سيزورها بابا الفاتيكان ضمن برنامجه في لبنان

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بدأ العد التنازلي لزيارة البابا لاون الرابع عشر، بابا الفاتيكان، إلى لبنان والذي تبدأ في 27 نوفمبر الجاري

زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان تأتي تحت شعار "طوبى لفاعلي السلام"

ومع اقتراب الموعد المنتظر، ما زالت التحضيرات الكنسيّة والأمنيّة واللّوجستيّة مستمرّة على قدم وساق لاستقبال قداسة البابا بجهوزيّة كاملة

برنامج البابا في لبنان يتضمّن محطّات عديدة سيتّحد فيها قداسته مع اللّبنانيّين بالصلاة على نيّة إحلال السلام وإحقاق الحقّ والعدالة، ومن أجل الإنسان وكلّ إنسان على هذه الأرض. واللّافت في برنامه هو زيارته ضريح القدّيس شربل في دير مار مارون – عنّايا، مزار سيّدة لبنان – حريصا، ومستشفى راهبات الصليب – جلّ الديب. ثلاثة مواقع تحمل في أجنحتها تاريخًا عريقًا من الإيمان والخدمة والمحبّة.

دير مار مارون – عنّايا

جاءت فكرة تأسيس دير مار مارون – عنّايا في العام 1820 بقرار من الرهبنة اللّبنانيّة المارونيّة وانطلقت أعمال بنائه في العام 1828 وهي سنة ولادة القدّيس شربل. أمّا في العام 1829 فقد تأسّس الدير وتولّى رئاسته الأب سركيس القرطباوي، ثمّ الأب يوحنا القعقوري.

محطّات تاريخيّة أخرى شهدها الدير، ففي العام 1838 انتُخب الأب عمّانوئيل الشبابي رئيسًا عامًّا، وقرّر مع مجمع مدبّريه متابعة بناء الدير، واختاروا الأب ليباوس التنّوري رئيسًا له. وفي 8 أيّار/ مايو 1839، استُكْملت أعمال البناء حتّى 20 أكتوبر 1841.

وفي العام 1965، أُعلن شربل مخلوف طوباويًّا، وبنت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة كنيسة جديدة من أجل استقبال الأعداد الكبيرة من المؤمنين الوافدين إلى عنّايا. وفي العام 1974، دُشّنت الكنيسة الجديدة الّتي أُنشئت على اسم القدّيس شربل غرب الدير.

علمًا أنّ دير مار مارون - عنّايا أصبح مزارًا عالميًّا يحجّ إليه الآلاف من كلّ المناطق والدول حول العالم، للصلاة أمام ضريح القدّيس شربل بسلام داخلي إلهي، والتماس بركات سماويّة ونِعَم لامتناهية.

مزار سيّدة لبنان – حريصا

ولدت فكرة إنشاء مزار "سيّدة لبنان" في اليوبيل الخمسيني لـ"عيد الحبل بلا دنس"، حيث قرّر البطريرك الماروني الياس الحويك والقاصد الرسولي المطران كارلوس دوفال إنشاء أثر ديني تخليدًا لهذه المناسبة. من هنا، تقرّر بناء تمثال كبير للعذراء حاملًا لقب "سيّدة لبنان" على المزار، وذلك دلالة على تكريم اللّبنانين للسيّدة مريم.

وُضع حجر الأساس في أكتوبر 1904 على موقع اسمه "الصخرة" ويقع على قمّة تلّة حريصا. هذا وقد كلّف البطريرك الحويك إبراهيم مخلوف بتنفيذ المشروع، فتمّ في العام 1907 بناء المعبد وقاعدة التمثال. علمًا أنّ تكلفة بناء المعبد وتشييد التمثال بلغت حوالي خمسين ألف فرنك ذهبي.

يتوجّ المعبد بتمثال كبير لمريم والدة الإله وسيّدة الحبل بلا دنس، ويضمّ مذبحًا حجريًّا مربّع الشكل، بقربه تمثال العذراء أمّ النور، مصنوع من خشب الأرز، إضافة إلى بيت قربان حُفرت عليه أرزة يتوسّطها صليب فوق عناقيد عنب.أمّا تمثال "سيّدة لبنان"، فقد صُنع من مادّة البرونز في أحد معامل مدينة ليون الفرنسيّة، يبلغ طوله ثمانية أمتار ونصف المتر، قطره خمسة أمتار، ووزنه خمسة عشر طنًّا.

في 31 مايو 1970، وُضع حجر أساس بازيليك "سيّدة لبنان" على يد البطريرك الماروني مار بولس بطرس المعوشي، وذلك انطلاقًا من ضرورة بناء كنيسة كبيرة تستوعب حشود كبيرة من المؤمنين. واستوحي تصميم البازيليك من شكل الأرزة اللبنانيّة والسفينة الفينيقيّة.

على مرّ التاريخ، شكلّ مزار "سيّدة لبنان" حريصا واحة إيمان ورجاء، ملجأ في المحن والصعاب، وموقع تلاق لكلّ الطوائف والأديان.

مستشفى راهبات الصليب – جلّ الديب

 

الأب يعقوب الكبّوشي هو مؤسّس دير الصليب في العام 1919، وقد حوّله إلى مأوى في العام 1937. أمّا في العام 1951، فأنشأ مستشفى الصليب للأمراض العقليّة والنفسيّة الّذي يسعى إلى خدمة كلّ إنسان من دون تمييز ديني أو عرقي أو ثقافي.

أراد الأب يعقوب أن يحمل الدير إسم الصليب لأنّ الصليب كان حجر الزاوية في قلبه وفيه وجد سلامه وفخره. من هنا، كان قد علّم راهبات الصليب أنّ يتوجّهن في صلاتهنّ نحو المصلوب وفي خدمتهنّ نحو كلّ الإنسان.

يستقبل مستشفى الصليب المرضى خلال كلّ أيّام السنة ويُعدّ ملجأ للمتروكين والمظلومين، وفسحة أمل للموجوعين نفسيًّا وعقليًّا حيث تقمن راهبات الصليب ببلسمة جراحهم واحتضانهم بفرح كبير ومحبّة عميقة.

 

يقوم قداسة البابا لاوُن الرّابع عشر بزيارة رسوليّة إلى كلّ من تُركيّا ولبنان، تتضمّن حجًّا إلى مدينة إزنيق (نيقية) التّاريخيّة في تُركيّا، في مناسبة مرور ألفٍ وسبعِ مائة سنة على انعقاد مجمع نيقية الأوّل سنة ٣٢٥، وذلك من ٢٧ تشرين الثّاني نوفمبر حتّى ٢ كانون الأوّل ديسمبر ٢٠٢٥. وقد نشرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي صباح اليوم البرنامج الرسمي للزيارة.  

يوم الخميس ٢٧ تشرين الثّاني نوفمبر ٢٠٢٥ تنطلق الزّيارة من مطار روما فيوميتشينو الدّولي عند السّاعة ٧:٤٠، حيث يُغادر الحبر الأعظم متوجّهًا إلى أنقرة، عاصمة تُركيّا. ليصل عند السّاعة ١٢:٣٠ إلى مطار أنقرة إيسينبوغا الدّوليّ، حيث يُقام استقبال رسميّ، قبل أن يتوجّه عند السّاعة ١:٣٠ إلى زيارة متحف أتاتورك.

وعند الساعة ٢:١٠ ستُقام في القصر الرّئاسيّ، مراسم استقبال رسميّة، تليها زيارة إلى رئيس الجمهوريّة عند السّاعة ٢:٤٠، ثمّ لقاء مع السّلطات وممثِّلي المجتمع المدنيّ والسّلك الدبلوماسيّ عند السّاعة ٣:٣٠. وعند السّاعة ٥:٢٠ سيتوجه الأب الأقدس إلى مطار أنقرة إيسينبوغا حيث ستُقام مراسم الوداع، لتُغادر الطّائرة البابويّة إلى إسطنبول عند السّاعة ٥:٣٥، ليصل الأب الأقدس إلى مطار إسطنبول أتاتورك عند السّاعة ٧:٠٠ مساء.

في اليوم الثّاني، يوم الجمعة ٢٨ تشرين الثّاني نوفمبر ٢٠٢٥ سيلتقي البابا عند السّاعة ٩:٣٠ الأساقفة والكهنة والشّمامسة والمكرَّسين والمكرّسات والعاملين الرّعويّين في كاتدرائيّة الرّوح القدس بإسطنبول، على أن يزور بعدها دار رعاية المسنّين التّابعة لراهبات الفقراء الصّغيرات عند السّاعة ١٠:٤٠. بعد الظّهر، سيتوجّه قداسته بالطّائرة المروحيّة إلى إزنيق عند السّاعة ٢:١٥، حيث سيُقيم لقاء صلاة مسكونيّ عند السّاعة ٣:٣٠ في موقع الحفريّات الأثريّة لكنيسة القدّيس نيوفيطس القديمة. على أن يعود عند السّاعة ٤:٣٠ بالطّائرة المروحيّة إلى إسطنبول، ليعقد مساءً لقاءً خاصًّا مع الأساقفة في القصادة الرّسوليّة عند السّاعة ٦:٣٠.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق