دلائل جديدة تكشف استخدام إسرائيل قنابل عنقودية متطورة في جنوب لبنان

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أفادت وسائل إعلام محلية، اليوم الخميس، بأن العديد من الصور الجديدة لمخلّفات ذخائر في جنوب لبنان، إلى أن إسرائيل استخدمت قنابل عنقودية محظورة على نطاق واسع خلال حربها الأخيرة التي استمرت 13 شهرًا في لبنان

وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن الصور التي خضعت لتحليل ستة من كبار خبراء الأسلحة، تُظهر بقايا نوعين من القنابل العنقودية الإسرائيلية عُثر عليها في ثلاثة مواقع مختلفة جنوب نهر الليطاني، في وديان زبقين وبرغوز ودير سريان.

استخدام إسرائيل الأسئلة منذ 2006

ويُعد هذا الدليل الأول من نوعه على استخدام إسرائيل لهذه الأسلحة منذ حرب عام 2006، كما يكشف عن أول استخدام معروف لنوعين جديدين من هذه الذخائر: قذائف "M999 باراك إيتان" عيار 155 ملم والصاروخ الموجّه “رعام إيتان” عيار 227 ملم.

القنابل العنقودية تُعد من أكثر الأسلحة جدلًا وخطورة، إذ تنشر عشرات القنيبلات الصغيرة على مساحات واسعة، وتفشل نسبة كبيرة منها في الانفجار عند ارتطامها بالأرض، ما يجعلها تهديدًا طويل الأمد للمدنيين. 

ورغم أن 124 دولة انضمت إلى اتفاقية حظر القنابل العنقودية، فإن إسرائيل ليست طرفًا فيها ولا تُعد ملزمة بها. ومع ذلك، أكدت منظمات حقوقية أن استخدام هذه الذخائر يتعارض بطبيعته مع القانون الدولي الإنساني لأنها لا تستطيع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

الجيش الإسرائيلي لم يؤكد ولم ينفِ استخدام هذه الأسلحة، مكتفيًا بالقول إنه يستخدم أسلحة قانونية فقط وبما يتوافق مع القانون الدولي. 

غير أن المواجهة الأخيرة مع حزب الله، التي اندلعت في أكتوبر 2023 وأسفرت عن مقتل نحو أربعة آلاف شخص في لبنان وأكثر من مئة في إسرائيل، تسببت في دمار واسع جنوب البلاد، فيما لا تزال إسرائيل تشن ضربات جوية شبه يومية رغم وقف إطلاق النار.

لبنان يحمل تاريخًا مؤلمًا مع هذا النوع من الذخائر؛ ففي حرب 2006، أسقطت إسرائيل نحو أربعة ملايين قنيبلة عنقودية على أراضيه، بقي منها ما يُقدر بمليون قنبلة غير منفجرة، ولا تزال تقتل وتشوه المدنيين حتى اليوم، حيث أودت بحياة أكثر من 400 شخص منذ ذلك الحين، هذا الإرث هو ما دفع المجتمع الدولي لصياغة اتفاقية حظر القنابل العنقودية عام 2008.

تحليل الصور الجديدة كشف أن قذيفة "M999 باراك إيتان"، التي تنتجها شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، تطلق تسع قنيبلات تنفجر إلى 1200 شظية من التنجستن. 

كما أظهرت صور أخرى بقايا صاروخ "رعام إيتان"، الذي تصفه وسائل إعلام إسرائيلية بأنه قادر على إطلاق 64 قنيبلة في دائرة واسعة تقتل كل من يوجد داخل نطاقها. 

وتقول إسرائيل إن هذه الأسلحة طُورت لخفض معدلات القنيبلات غير المنفجرة، لكن خبراء أكدوا أن النسب المعلنة غالبًا لا تعكس الواقع الميداني، مشيرين إلى أن القنيبلات الإسرائيلية المستخدمة في حرب 2006 كانت تُسوَّق بمعدل إخفاق منخفض، بينما أظهرت التحقيقات أن نسبة الإخفاق بلغت نحو 10%.

الصور التقطت في مناطق حرجية يتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله باستخدامها كمخابئ خلال الحرب. ويشير محللون إلى أن القنابل العنقودية قد تُستخدم لاستهداف مجموعات مقاتلين على مساحات واسعة من الغابات، وهو أسلوب سبق للجيش الأميركي اعتماده في فيتنام. لكن منظمات حقوقية تجدد تأكيدها أن استخدام القنابل العنقودية "لا يمكن أن يكون قانونيًا أو مسؤولًا"، لأنها تُبقي خطرها قائمًا لعقود وتضع المدنيين في قلب دائرة الموت، حتى بعد توقف القتال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق