في حدث فني عالمي استحوذ على اهتمام عشاق الفن حول العالم، بيعت لوحة الفنان النمساوي الشهير غوستاف كليمت بعنوان "بورتريه إليزابيث ليدرر" بمبلغ 236.4 مليون دولار في مزاد نظمته دار سوذبيز في نيويورك، لتصبح بذلك ثاني أغلى عمل فني يُباع في مزاد علني على الإطلاق، وأغلى لوحة من الفن الحديث في التاريخ.
تاريخ اللوحة وقصتها الفريدة
اللوحة التي رسمها كليمت بين عامي 1914 و1916، تمثل إليزابيث ليدرر، وريثة شابة وابنة أحد رعاة كليمت، مرتدية رداء صينياً فاخرًا، ويبلغ طولها 1.38 متر.
تحمل اللوحة في تفاصيلها الدقيقة وعيني الشخصية اللامعتين توقيع الأسلوب الفني الفريد لكليمت الذي جمع بين الرومانسية والرمزية والزخارف الذهبية، لتصبح واحدة من أبرز أيقونات الفن الحديث.
لكن قصة اللوحة لم تكن سهلة؛ فقد سُرقت وكادت أن تدمر في حريق خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن تعود إلى شقيقي ليدرر في عام 1948، لتظل محفوظة ومحبوبة ضمن مجموعتهم الخاصة حتى بيعها لأول مرة في الثمانينيات.
المزاد والمنافسة على اللوحة
شهد المزاد في نيويورك منافسة محتدمة استمرت لمدة 20 دقيقة بين ستة مزايدين متحمسين، قبل أن يتم بيع اللوحة مقابل 236.4 مليون دولار، في رقم قياسي جديد لأعمال كليمت في المزادات العلنية، متجاوزة الرقم السابق الذي سجلته لوحته الشهيرة "السيدة ذات المروحة" عام 2023 بمبلغ 108 ملايين دولار.
ولم تكشف دار سوذبيز عن هوية المشتري، ما أضاف مزيدًا من الغموض والإثارة حول هذا الحدث الفني العالمي.
قيمة اللوحة وأهميتها الفنية
وفقًا للمؤرخة الفنية إيميلي براون، كانت اللوحة "جوهرة حقيقية" في مجموعة مالكها السابق، الذي كان يحتفظ بها في منزله ويحرص على تناول وجباته بجانبها، مما يعكس المكانة الروحية والعاطفية للعمل الفني. وتمثل اللوحة مثالًا حيًا على البراعة الفنية لكليمت وقدرته على الجمع بين الجمال والرمزية في تجربة بصرية متكاملة.
ويظل الرقم القياسي لأغلى لوحة في المزاد العلني حتى الآن من نصيب لوحة "سالفاتور موندي" لليوناردو دافنشي، التي بيعت عام 2017 مقابل 450.3 مليون دولار، لتبقى "إليزابيث ليدرر" خطوة مهمة في مسيرة الفنانين الحديثين نحو العالمية والتقدير النقدي والمالي.














0 تعليق