مبادرة الرئيس والإصلاح السياسي ومحاسبة المتورطين

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تابعت وبشده كما تابع معي جموع المصريين في الداخل والخارج وكما تابع العالم بأسره المبادرة الاستباقية والإصلاحية من القيادة السياسية المصرية حول التداعيات الخطيرة لما شاب عمليات التصويت والفرز في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب.

وفي الحقيقة لقد شاهدنا جميعًا حجم الصرخات التي انتشرت عبر صفحات السوشيال ميديا بتظلم الكثيرين من المرشحين وأنصارهم جراء المخالفات الكثيرة بداية من تعطيل اللجان وانتشار المال السياسي وشراء الأصوات وانتهاء بمنع مناديب المرشحين من حضور الفرز أو حتى الحصول على محاضر رسمية بنتيجة كل لجنه من لجان الاقتراع طبقا لنصوص القانون، الأمر الذي حرك المياه الراكدة وأشعل صفحات الإنترنت عن بكرة أبيها.

فكان التحرك من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي فور وصول المعلومه إلى سيادته وكانت رسائله عبر صفحته الشخصيه مطمئنًا بها للمصريين أنه معهم وبينهم ولا يغيب عنهم إطلاقا فهو ليس عنهم بمعزل بل يتابع الأحداث راصدا لها من خلال صفحته  ومن خلال قنواته الأمنية.

وحقيقة الأمر إن تدارك الرئيس لهذا الأمر هو خطوة كبيره على طريق الإصلاح وركلة كبيره في انف الفساد وزلزال سياسي وهذا شئ بالفعل كبير فلم يكترث لردة فعل الرأي العام العالمي وكيف سيقال أن العملية الانتخابية في مصر قد شابها الكثير من الفساد والتجاوز  لا سيما وإن وضعت الهيئه الوطنيه للانتخابات يديها على مواطن الخلل ورصدتها عرضًا لها أمام الجميع.

عظمة هذا الأمر تكمن أنه لا مانع بالفعل لدى الدولة المصرية من إلغاء انتخابات هذه المرحلة بأسرها وإعادتها من جديد  رغم ما قد يكبد الدولة من مجهود ومصروفات باهظة الثمن!

واذا كان الأمر كذلك فإن مربط الفرس يأخذنا إلى السؤال الخطير:

بعد الوقوف على التجاوز والتزوير في بعض اللجان أو الدوائر، فهل يا ترى ستتم محاسبة القائمين على هذا الفعل الشنيع من التجاوز والتزوير محاسبة قانونية وبمنتهى الشفافيه والحيادية المجردة سواء كانوا من أحزاب أو جهات أخرى؟

وهل لو لم يتدخل السيد رئيس الجمهوريه في هذا الملف بنفسه هل كانت ستتحرك كافة الجهات المعنية بالعملية الانتخابية تحركا يعيد الحق لأصحابه؟ أم كان المرشحين المغلوبين على أمرهم سيعانون الصعاب ويذوقون الأمرين معا ما بين أروقة المحاكم والروتين القاتل بين مكاتب الجهات المعنيه والدوران في حلقة مفرغه؟

حين يكشف رئيس مصر الستار عن هذا التزييف الكبير فهذا أمر نرفع له القبعه إجلالا واكبارا وهذا مؤشر أن الدوله المصريه تسير في طريقها الصحيح بلا أدنى ريب أو مزايدة.

يا سادة مصر بالفعل دولة كبيرة وتحتاج إلى تكاتف أبنائها من أجل سلامتها والحفاظ على أمنها القومي والمجتمعي بكافة أبعاده وأشكاله وصوره .

وما قامت الدول الا بالعدل والمساواة والانصاف وما سقطت إلا بالظلم وتزييف الإرادات ومصر أكبر من أن يشدها عنوة نحو الهاوية بعض المغرضين الذين لا يريدون لها علوا ولا نجاحًا.

الإصلاح والذي يقصد به الإصلاح السياسي هو تحسين وضع أو تعديل ما هو خطأ ومحاربة الفاسد وما إلى غير ذلك وقد تم استخدام هذا المصطلح بالسياق السياسي في أواخر سنة 1700 من قبل حركة كريستوفر ويفل التي سعت للإصلاح البرلماني.

يتميز الإصلاح السياسي عن الثورة كون هذه الأخيرة تسعى للتغيير الشامل والجذري وقد تكون مخربة وذات أجندات مغرضه كما شاهدنا ذلك في أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ والتي كادت أن تعصف بالدولة المصريه لولا عناية الله سبحانه وتعالى في حين أن الإصلاح السياسي يهدف لمعالجة بعض المشاكل والأخطاء الجادة دون المساس بأساسيات الدول ومقدراتها وبهذا فإن الإصلاح يسعى لتحسين الأنظمه دون الإطاحة بها أو تخريبها ولنكن متفقين أنه لا توجد دولة من دول العالم سواء كان ناميا أو متقدما خالية من الفساد ولكن الفساد بذاته نسبي ويختلف ويتفاوت من دولة لأخرى على حسب قوة المواجهة ورغبة الرعايا مع الحكام في مواجهة هذا الأمر الخطير ومدى قناعاتهم الفكرية والتوعوية وعدم السلبيه وعدم الخوف من جلد الذات إن لزم الأمر للتمرد على الفساد ومن ثم الغلبة عليه.

وإذا كانت الأحزاب السياسية من المفترض أن تشكل زخمًا في الحياه السياسيه فإننا نحتاج إلى أحزاب تعمل على أرض الواقع من أجل مصلحة الوطن أولا وأخيرا لا من أجل تحقيق مجد زائف ومصالح شخصية وساعة الجد تراهم يضحون بالأم من أجل الجنين وليس العكس.

مصر مليئه بالقامات الفكرية التي تستطيع أن تخلق مناخًا حزبيا فعليا وواقعية كبيرًا يعمل بجد واجتهاد على أرض الواقع بسياسة لا يشوبها أدنى شئ من تزييف الإرادات.

مصر في عهد الجمهورية الجديده تضع كرامة مواطنيها فوق كل اعتبار ونراها تسابق الزمن نحو إعادة بناء الفكر وتشكيل الوعي المعرفي وتفادي عثرات واشكاليات الزمن الغابر .

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وستظل مصر رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو متآمر هنا أو خارج هنا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق