بحضور السيسي وبوتين.. مصر تدخل عصر القوة النووية رسميًا بتركيب وعاء ضغط المفاعل بالضبعة

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت مصر اليوم محطة فارقة في تاريخها الطاقي والتكنولوجي، مع تنفيذ واحدة من أهم الخطوات في مشروع الضبعة النووي، حيث تمت مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى وتوقيع أمر توريد الوقود النووي، في احتفال عالمي حضره فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من موقع المحطة، وشارك فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تزامنًا مع الاحتفال بـ عيد الطاقة النووية الخامس – 19 نوفمبر 2025.

 

 بناء قدرات مصرية… وصياغة مستقبل جديد للطاقة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته أن مشروع الضبعة النووي يمثل “حلمًا طال انتظاره”، ورؤية صادقة لإطلاق عصر جديد من الطاقة في مصر، مشيرًا إلى أن الدولة ماضية بثبات نحو امتلاك أحدث تكنولوجيا عالمية تعزز أمن الطاقة لعقود مقبلة.

وقال فخامته إن تركيب وعاء ضغط المفاعل يُعد خطوة محورية تؤكد التزام مصر الكامل بتنفيذ مشروعها النووي وفق أعلى معايير السلامة والجودة، موجّهًا التحية للعاملين المصريين والروس على جهودهم التي حوّلت الحلم إلى واقع.

وشدد الرئيس على أن مصر لا تبني محطة نووية فقط، بل تبني “كوادر علمية، وصناعات متقدمة، وقدرات جديدة قادرة على المنافسة عالميًا”.

 

 المشروع يمضي بنجاح… و55% من عقوده تُنفذ داخل مصر

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:
“ الرئيس المحترم، أيها الأصدقاء الأعزاء… أرحب ترحيبًا حارًا بجميع المشاركين في حفل تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى لمحطة الضبعة للطاقة النووية. تُظهر كلمات زملائي والمقاطع المعروضة بوضوح أن بناء أول محطة نووية في مصر بمشاركة روسية يسير بالنجاح.”

وأضاف أن المشروع يدخل مرحلة مهمة من التجهيز التكنولوجي، مؤكدًا أن المحطة ستبدأ قريبًا في إنتاج الكهرباء التي يحتاجها الاقتصاد المصري المتنامي.

وتابع:“لقد تحقق تنفيذ مشروع الضبعة إلى حد كبير بفضل مبادرة شخصية للرئيس عبد الفتاح السيسي… أهنئكم من أعماق قلبي يا فخامة الرئيس، وأتمنى لكم الصحة والرخاء والنجاح.”

وأكد بوتين أن العلاقات المصرية–الروسية تمتد لعقود طويلة من التعاون، منذ السد العالي وحتى المشروعات المشتركة الحالية، مشيرًا إلى أن محطة الضبعة ستوفر 37 مليار ك.و.س من الكهرباء سنويًا، أي 10% من استهلاك مصر.

وأوضح أن 55% من التعاقدات تُنفذ داخل مصر، بما يسهم في بناء صناعة نووية حديثة ويوفر آلاف الوظائف عالية المهارة.

وختم بوتين بالتأكيد على استمرار روسيا في دعم مصر طوال دورة حياة المشروع، بما في ذلك الوقود النووي والصيانة والتقنيات المتقدمة.


اليوم حدثا عظيما ونقلة نوعية على مسار المشروع النووى

وأكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر شهدت اليوم حدثا عظيما ونقلة نوعية على مسار المشروع النووى للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وأضاف فى كلمته من داخل محطة الضبعة النووية، خلال فعاليات تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، وتوقيع أمر توريد الوقود النووي، بتشريف فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس دولة روسيا الاتحادية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أن تركيب وعاء ضغط المفاعل وتوقيع امر توريد الوقود النووي مع الجانب الروسي يعد خطوة استراتيجية جديدة في مسار المشروع، وعلى طريق امتلاك أول محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية.

قال الدكتور محمود عصمت:
"لتسمح لي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن أحمل إليكم شكر أجيال عاشت المشروع النووي حلماً، وامتنان أجيال عاشته فكرةً، وعرفان أجيال عاشته أمنيةً… موجهاً عظيم الشكر إلى فخامتكم أن منحتم هذا الجيل هذه اللحظات التاريخية، حيث الحلم أصبح حقيقة، والفكرة تحولت مشروعاً، والأمنية تجسدت واقعاً، فى المحطة النووية بالضبعة، كمشروع هو الأكبر في العالم تحت الإنشاء من حيث تنفيذ 4 مفاعلات نووية في توقيت واحد قدرة 4800 ميجاوات لتوليد الكهرباء."

وأضاف الوزير:
“العلاقات ممتدة، والمسيرة طويلة من العمل المشترك والشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا الاتحادية… وأن التفاهم والثقة المتبادلة بين الزعيمين العظيمين أثمرت مشروعات عديدة ودعمت تسريع وتيرة الإنجاز في مشروع المحطة النووية بالضبعة.”

وأوضح أن وعاء ضغط المفاعل هو من أهم وأضخم مكونات المفاعل النووي، ومهمته الأساسية احتواء التفاعل النووي وضمان التشغيل الآمن، مؤكدًا أن هذه الخطوة جاءت بعد سلسلة إنجازات، منها:

الصبة الخرسانية الأولى

تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدات الأربع وتقدم كبير في أنظمة الأمان النووي والتجهيزات الهندسية
وهو ما يعكس مستوى التنسيق والتكامل بين الجانبين المصري والروسي.


وشدد الدكتور عصمت على أن ما يتم إنجازه على أرض الضبعة هو نتيجة عمل شاق لفرق مُدرّبة ومؤهلة تعمل ليلًا ونهارًا، وأن ما يحدث اليوم هو جزء من رؤية شاملة لإحياء تاريخ مصر وبناء حاضرها وصياغة مستقبلها وفق أحدث تكنولوجيات العالم.

وفي ختام كلمته، قال الوزير:
“ما تشهده مصر حاليا من بناء وصياغة مستقبلها وإطلاق العنان لقدرات أبنائها هو مبعثه وعي عميق ورؤية ثاقبة وإرادة حرة لقائد آمن بشعبه فآمن به شعبه… شكراً فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.”
وقدم التهنئة للعاملين بمناسبة العيد الخامس للطاقة النووية الذي يخلّد توقيع اتفاقية 19 نوفمبر 2015.


 

الجدول الزمني الكامل لمشروع الضبعة النووي (2015 – 2025)

2015

توقيع الاتفاقية الحكومية المصرية–الروسية لإنشاء محطة الضبعة النووية.

بدء دراسات الموقع والأمان النووي.


2017

توقيع العقود النهائية الأربعة للمشروع.

بدء تجهيزات الموقع وإنشاء البنية التحتية الأولى.


2019

الانتهاء من أعمال البنية الأساسية للموقع.

بدء أعمال الحفر للمباني النووية.


2020 – 2021

إطلاق الأعمال الإنشائية الرئيسية.

استكمال الموافقات التنظيمية من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.


2022

بدء صب الخرسانة الأساسية للوحدة الأولى.

تقدم كبير في الإنشاءات النووية للمباني الرئيسية.


2023

وصول مكونات نووية ثقيلة من روسيا.

بدء تركيب الهياكل وأجهزة الأمان.


2024

وصول وعاء المفاعل ومعدات الأنظمة النووية.

بدء تركيب المكونات التكنولوجية الثقيلة.


نوفمبر 2025

تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى.

توقيع أمر توريد الوقود النووي مع الجانب الروسي.

دخول المشروع مرحلة التجهيز النهائي قبل التشغيل.

 

وبذلك بتركيب وعاء ضغط المفاعل، تدخل مصر رسميًا عصر الطاقة النووية، وتثبت قدرتها على تنفيذ أكبر مشروع نووي تحت الإنشاء عالميًا، اعتمادًا على شراكات قوية وتكنولوجيا متقدمة ورؤية وطنية واضحة لبناء مستقبل أكثر استدامة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق