يعد اضطراب الانتباه من الاضطرابات الشائعة بين الأطفال، حيث ينتشر بين (10%) تقريبًا من أطفال العالم. أما عن معدل انتشاره بين الذكور والإناث، فهو 6 للذكور مقابل 1 للإناث.
وفي السطور التالية سنتعرف على مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى جذب الانتباه، وعوامل أخرى تؤدي إلى تشتت الانتباه:
ما هي العوامل التي تؤدي إلى جذب الانتباه؟
- الحركة: الأشياء المتحركة تجذب الانتباه إليها أكثر من الأشياء الساكنة.
- المنبه المتغير: يكون أكثر جذبًا للانتباه من المنبه الثابت، فمثلًا نحن لا نشعر بدقات الساعة المنتظمة التي توجد في حجرة المكتب، ولكنها إذا توقفت فجأة فإنها تجذب الانتباه إليها.
- موقع المنبه: أفضل موقع لإثارة الانتباه هو أن يكون المنبه أمام العين مباشرة. وقد بينت الدراسات أن القارئ العادي يكون أكثر انتباهًا للنصف الأعلى من صفحات الجريدة التي يقرؤها عن نصفها الأسفل. ويكون منتبهًا للنصف الأيمن إذا كانت لغة القراءة عربية، بينما يكون منتبهًا للنصف الأيسر إذا كان يقرأ الإنجليزية. كما أن الصفحتين الأولى والأخيرة تجذب الانتباه أكثر من الصفحات الداخلية.
- حجم المنبه: الأشياء ذات الحجم الكبير تجذب الانتباه أكثر من الأشياء ذات الحجم الأصغر، ويتضح ذلك جليًا في الإعلانات.
- شدة المنبه: الضوضاء والألوان الزاهية والروائح النفاذة والضغط الشديد على الجلد تعتبر منبهات شديدة.
- التكرار: التنبيهات التي اعتاد عليها الشخص تجذب انتباهه أكثر.
- التهيؤ الذهني: عندما يكون الشخص في انتظار قدوم شخص لشئ مهم، ينتبه أكثر إلى صوت الأقدام أو رنة جرس الباب.
- الدافع: الشخص الجائع عندما يمشي في طريق يكون أكثر انتباهًا إلى لافتات الطعام ورائحة الطعام، أما العطشان فيكون أكثر انتباهًا للماء أو للمشروبات الأخرى.
- الميول والاهتمامات: الشخص الذي يهوى الموسيقى ينتبه إلى الموسيقى، والشخص الذي لديه ميول شعرية ينتبه إلى كلمات الأغنية وهكذا.
- الراحة: يزداد الانتباه عندما يكون الإنسان مرتاحًا نفسيًا وبدنيًا، ويقل الانتباه مع زيادة التعب.
العوامل التي تؤدي إلى تشتت الانتباه:
- العوامل الاجتماعية: مثل النزاع المستمر بين الوالدين أو الصعوبات المالية والمتاعب العائلية، التي تجعل الفرد يلجأ إلى أحلام اليقظة هروبًا من واقعه المؤلم.
- العوامل النفسية: مثل عدم ميل الطالب إلى مادة معينة مما يؤدي إلى عدم اهتمامه بها، أو تفكير الطالب الشديد في أمور اجتماعية أو عائلية، أو إسرافه في التأمل الذاتي، أو لأنه يعاني من القلق أو الشعور بنقص القيمة.
- عدم النوم الكافي أو عدم الانتظام في تناول الوجبات أو سوء التغذية، كل ذلك ينقص من حيوية الفرد وقدرته على مقاومة ما يشتت انتباهه.
- العوامل الفيزيقية: مثل ضعف الإضاءة أو سوء توزيعها، وأيضًا سوء التهوية وارتفاع درجة حرارة أو رطوبة الغرفة. كل هذه العوامل تؤدي إلى سرعة تعب الفرد، وبالتالي ضعف قدرته على الانتباه.
أسباب اضطراب الانتباه:
- أسباب تتعلق بالمخ
- أسباب تتعلق بالوراثة
- أسباب تتعلق بالبيئة والغذاء
- أسباب تتعلق بالعلاقة بين الطفل ووالديه
أولًا: أسباب تتعلق بالمخ
مثل وجود خلل في وظائف أحد المراكز العصبية في المخ، مما يجعل المعلومات التي يعالجها مشوشة وغير واضحة. أحيانًا يكون السبب هو اختلال التوازن الكيميائي للناقلات العصبية، مما يؤدي إلى ضعف قدرة الفرد على الانتباه والتركيز وزيادة الاندفاع والنشاط الحركي.
ثانيًا: العوامل الوراثية
أوضحت الدراسات أن 50% من الأطفال الذين يعانون من اضطراب الانتباه يوجد في أسرهم من يعاني أيضًا من هذا الاضطراب.
ثالثًا: العوامل البيئية
قد تتعرض الأم أثناء فترة الحمل لبعض العوامل التي تؤثر على الجنين وتجعله عرضة لاضطراب الانتباه، مثل تعرضها لقدر كبير من الأشعة أو تناولها لبعض العقاقير الطبية التي تؤثر على الحمل، خاصة في الشهور الثلاثة الأولى. كما أن إصابتها ببعض الأمراض المعدية أثناء فترة الحمل، مثل الحصبة الألمانية، الجدري، السعال الديكي، كلها عوامل تؤدي إلى إصابة الجنين بتلف في المراكز العصبية في المخ المسئولة عن الانتباه.
رابعًا: العوامل المتعلقة بالولادة
في مرحلة الولادة قد تحدث بعض الأمور التي تؤدي إلى إصابة مخ الجنين أو تلف بعض خلاياه، مثل ضغط الجفت على رأس الجنين أثناء استخدامه في عملية الولادة، خاصة عندما تكون الولادة متعسرة. كما أن إصابة مخ الجنين أو جمجمته أثناء عملية الولادة، أو التفاف الحبل السري أثناء عملية الولادة وتوقف وصول الأوكسجين إلى مخ الجنين، قد تكون من الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الانتباه.
مرحلة ما بعد الولادة:
إذا أصيب الطفل بارتجاج في المخ نتيجة تعرضه لحادث أو ارتطام رأسه بأشياء صلبة أو سقوطه من أماكن مرتفعة أو ضربه على رأسه، أو إصابته ببعض الأمراض مثل الحمى الشوكية أو الحمى القرمزية أو الالتهاب السحائي، فإن بعض المراكز العصبية المسؤولة عن الانتباه والتركيز قد تتلف.
رابعًا: العوامل المتعلقة بالغذاء:
تناول الطفل كميات كبيرة من الأطعمة الجاهزة التي تحتوي على مواد حافظة وصبغات، أو الخضروات والفواكه الملوثة بالمبيدات الحشرية، يؤدي إلى إصابته باضطراب الانتباه. كما أن تناول الطفل كميات كبيرة من الحلوى قد يؤدي إلى إصابته بفرط النشاط الحركي.
خامسًا: العلاقة بين الطفل ووالديه:
الطفل الذي يشعر بالحب والاهتمام من والديه يؤدي ذلك إلى توافقه النفسي والاجتماعي. أما إذا شعر الطفل بالإهمال أو الرفض أو الحرمان العاطفي الناشئ عن التفكك الأسري من قبل والديه، فإنه يكون عرضة للإصابة باضطراب الانتباه.
أعراض نقص الانتباه في مرحلة المهد:
يعاني الأطفال المصابون باضطراب الانتباه من العديد من المشكلات الصحية، مثل المغص المعوي الذي يعود إلى عدم قدرة الأمعاء على امتصاص سكر اللبن. كما أن جهاز المناعة لديهم يكون ضعيفًا، مما يعرضهم للإصابة بنزلات البرد والالتهابات الشعبية والتهابات الأذن واحتقان الحلق.
مع بداية مرحلة الطفولة المتوسطة، تظهر أعراض اضطراب الانتباه بشكل سلوكي، لكن يصعب التعرف على الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب قبل التحاقه بالمدرسة، لأن الطفل في تلك الفترة يقضي وقته كله في اللعب الذي لا يتطلب تركيزًا طويلًا. كما أن التليفزيون يقدم برامج ممتعة ومشوقة تجذب جميع الأطفال، بما فيهم المصابون باضطراب الانتباه.
أما عند التحاق الطفل بالمدرسة، فإن الأمر يختلف؛ حيث يكون على الطفل القيام ببعض الأعمال اليومية المتكررة التي تحتاج إلى استقرار ونظام. كما يضطر للجلوس في مقعد الدراسة لفترات طويلة.
أعراض اضطراب الانتباه لدى الأطفال في عمر المدرسة:
- الانتباه القصير: لا يستطيع الانتباه أكثر من بضعة ثوانٍ.
- سهولة تشتت الانتباه.
- ضعف القدرة على التفكير.
- تأخر الاستجابة.
- عدم القدرة على إنهاء العمل الذي يقوم به.
- ضعف القدرة على الاستماع.
- النشاط الحركي بدون سبب: كثير الحركة والتململ.
- الاندفاع: من خلال كثرة مقاطعة حديث الآخرين، وينتقل من نشاط إلى آخر قبل أن يكمل العمل الذي بدأه. كما أنه يقوم ببعض الأفعال التي تعرض حياته للخطر، مثل القفز من أماكن مرتفعة أو الجري في شارع عمومي مزدحم بالسيارات دون أن ينظر إلى الطريق.
- صعوبة في العلاقات الاجتماعية: الطفل الذي يعاني من نقص الانتباه غالبًا ما تضطرب علاقته الاجتماعية بأقرانه والمحيطين به، ويشعر معهم بالنبذ وعدم القبول، ولذلك لا يستطيع الاندماج معهم في علاقات اجتماعية يسودها الحب والتسامح.
- رفض الاعتراف بالأخطاء: لا يعترف الطفل الذي يعاني من اضطراب الانتباه بأخطائه كي يتعلم منها أو يتجنبها، بل دائمًا ما يُبريء نفسه ويلقي اللوم على الآخرين. على سبيل المثال، إذا تأخر عن موعد المدرسة يقول إن جرس الطابور دق مبكرًا عن موعده، وعندما يُواجه بأخطائه، ينفجر في ثورة من الغضب ويدافع عن نفسه بشدة وعنف.
- التردد في اتخاذ القرارات: مما يجعله يستهلك وقتًا طويلًا في إنجاز العمل الذي يقوم به في الزمن المحدد له.
- التصديق المستمر لكل ما يُقال: لا يستطيع التمييز بين الحقيقة والخيال، لذلك فإن استجابته دائمًا تتسم بشدة الانفعال عندما يكتشف أن ما قيل له غير حقيقي.
- عدم القناعة: يتسم الطفل الذي يعاني من اضطراب الانتباه بشدة الطمع، فهو لا يقتنع بنصيبه أو ما يخصه.
- عدم الثبات الانفعالي: فقد يكون معتل المزاج وفجأة ينفجر في ثورة من الغضب يصاحبها بكاء حار بدموع غزيرة، أو يضحك بصوت مرتفع بعد نوبة غضب عارمة.
- أحلام اليقظة: من ينظر في عيون الطفل الذي يعاني من اضطراب الانتباه يرى كأنه يعيش في عالم آخر، حيث يستغرق في النظر إلى البيئة المحيطة به كأنه يحلم.
- الدائم الحديث: يتحدث الطفل المصاب باضطراب الانتباه بكثرة.
- الدائم المقاطعة: يقاطع دائمًا حديث الآخرين.
- العجلة وعدم الانتظار: لا يستطيع الانتظار في دوره، ويكون دائمًا عجولًا.
- نسيان الأعمال اليومية: دائمًا ما ينسى الأعمال اليومية المتكررة والمعتادة التي يقوم بها.
- نسيان الأشياء الضرورية: ينسى الأشياء الضرورية التي يحتاجها مثل الكتب والأقلام والواجبات المدرسية. كما ينسى مستلزمات اللعب وملابس الأنشطة.
- القلق والاكتئاب: غالبًا ما يعاني الطفل من القلق والاكتئاب.
- اضطراب النوم والشعور بالإرهاق الدائم: يعاني الأطفال المصابون باضطراب الانتباه من مشاكل في النوم والشعور المستمر بالإرهاق.
- صعوبات في التعلم: حيث يقفزون من جملة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى، تاركين بعض السطور أو الفقرات بدون قراءة، مما يجعل المعلومات التي يستقبلونها غير مفهومة وغير مترابطة.
- التأخر الدراسي: بسبب ضعف القدرة على الفهم، حيث أوضحت الدراسات أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لا يفهمون أكثر من 30% من المعلومات التي يسمعونها ولا يستطيعون متابعة جميع المعلومات المسموعة.
- كثرة النسيان: من أهم السمات التي يتسم بها الطفل المصاب باضطراب الانتباه.














0 تعليق