تونس: الإخوان يوظفون أزمة التلوث ورقة ضغط ضد الرئيس سعيد

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الوقت الذي تشهد فيه محافظة قابس التونسية احتجاجات شعبية متصاعدة ومستمرة منذ أكتوبر، بسبب تفاقم الأوضاع البيئية والآثار الصحية لانبعاثات المجمع الكيميائي، تتجه الأنظار نحو الدور الذي تلعبه جماعة الإخوان في تونس (حركة النهضة) في محاولة لاستغلال هذه الأزمة البيئية وتوظيفها لتحقيق مكاسب سياسية ضد الحكومة والرئيس قيس سعيد.

 احتجاجات قابس تتجدد

انطلقت احتجاجات أهالي قابس، التي يُنتظر أن تتوج بمسيرة اليوم الخميس، كرد فعل عفوي على تكرر حالات الاختناق بين السكان، وهو ما يُعزى بشكل مباشر إلى التلوث الناجم عن انبعاثات المجمع الكيميائي التونسي. هذا المجمع الحكومي، الذي يقع تحديداً في منطقة "غنوش"، يمثل وحدة متخصصة في تحويل مادة الفوسفات إلى حمض فسفوري ومنتجات كيميائية أخرى مثل سماد الفوسفات ثنائي الأمونيوم ونترات الأمونيوم، ويعمل فيه نحو 4 آلاف شخص.

تأسس المصنع الكيميائي عام 1972، وشهد توسعات متلاحقة بين عامي 1979 و1985 لزيادة وحدات الإنتاج، وهو يعتمد على الفوسفات المستخرج من مناجم محافظة قفصة المجاورة، ورغم أهميته الاقتصادية وتوفيره لفرص العمل فإن ثمنه البيئي والصحي أصبح لا يُطاق بالنسبة للسكان المجاورين.

الإخوان ورقة ضغط جديدة

يرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن جماعة الإخوان في تونس، التي تعيش حالة انحسار سياسي متواصل منذ الإجراءات الاستثنائية للرئيس قيس سعيد، بدأت تحرك أذرعها لتأجيج هذه الاحتجاجات الشعبية البيئية والركوب عليها. 

وتشير التقديرات إلى أن الجماعة تسعى لاستغلال الأزمة كورقة ضغط في صراعها المستمر مع الرئاسة التي أطاحت بها من المشهد السياسي الفعلي.

ووفقاً لهؤلاء المراقبين، فإن قيادات الإخوان الموجودة في المهجر تعمل على تأجيج الأوضاع، مستفيدة من جماعتها وأتباعها في الداخل لتحويل المسار الشعبي إلى غطاء لأجندتها السياسية.

 هذا التكتيك هو جزء من سياسة ثابتة تتبناها الجماعة، تقوم على استغلال أي احتجاجات أو أزمات عفوية لتحقيق أهدافها الحزبية الضيقة.

 الرئاسة تدعو إلى حلول "عاجلة وشاملة"

في المقابل، تسلم الرئيس قيس سعيد نسخة من التقرير الأوّلي الذي أُعد بهدف إيجاد حلول لمشاكل قابس البيئية، وشدد الرئيس على ضرورة مضاعفة الجهود لوضع تقرير نهائي "في أقرب الآجال"، بحيث يتضمن حلولاً آنيّة وعاجلة، إلى جانب تصوّر استراتيجي شامل.

كما دعا سعيد إلى ضرورة إشراك الشباب التونسي في عملية استنباط الحلول، مشيداً بـ"وطنية وكفاءة وقدرة" الشباب على تقديم حلول مبتكرة، ومشيراً إلى أن دراسات قام بها التونسيون في هذا المجال كانت مصدر إلهام لعديد من الدول، ويُظهر هذا التوجه الرئاسي إدراكاً لخطورة الأزمة وضرورة معالجتها جذرياً بعيداً عن محاولات الاستغلال السياسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق