ابتكر باحثون في جامعة نورث وسترن الأميركية أداة رقمية مبتكرة تمكن الأشخاص بين عمر 30 و59 عامًا من تقييم احتمال إصابتهم بأمراض القلب خلال الثلاثين عامًا المقبلة، وهي أول حاسبة مجانية تعتمد على بيانات فردية وصحية لتقديم توقعات دقيقة وقابلة للفهم بسهولة، ما يمثل خطوة نوعية في مجال الوقاية الصحية المبكرة.
كيفية عمل الحاسبة
تعتمد هذه الحاسبة على إجابات المستخدم عن مجموعة من الأسئلة البسيطة والمتعلقة بالصحة العامة، مثل مستوى ضغط الدم، العمر، الجنس، الإصابة بالسكري، حالة التدخين، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى مثل كتلة الجسم ومؤشرات صحية أساسية أخرى، حيث تُحوَّل هذه البيانات إلى نتيجة نهائية على شكل نسبة مئوية مقارنة بأشخاص آخرين من نفس العمر والجنس، ما يسهل على المستخدم فهم مكانه بين أقرانه من ناحية مخاطر القلب.
الابتكار في التنبؤ طويل الأمد
أوضح الخبراء أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ترجمة النسب المئوية لتقييم المخاطر على المدى الطويل لأمراض القلب، مشيرة إلى أن عرض النتائج على شكل ترتيب بين عشر مجموعات مختلفة يمكن أن يكون إنذارًا مبكرًا للأشخاص الذين يظهرون في المراتب الأدنى، ويحفزهم على الانتباه لصحة قلوبهم قبل حدوث أي مشكلة حقيقية.
بيانات علمية دقيقة
استند الباحثون لإنشاء هذه الحاسبة إلى تحليل بيانات حوالي 8 آلاف شخص بالغ لم يسبق لهم الإصابة بأي مرض قلبي، باستخدام معدلات "بيرفنت" المعتمدة من جمعية القلب الأميركية للتنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، الأمر الذي أعطى نتائج دقيقة وقابلة للاعتماد على مستوى الفرد والمجموعة.
نتائج وملاحظات الباحثين
أظهرت النتائج أن الرجال يواجهون خطورة أعلى من النساء على المدى الطويل للإصابة بأمراض القلب في جميع الفئات العمرية، مؤكدين أن هذه الأداة لا تهدف إلى استبدال زيارة الطبيب أو الفحوصات الدورية، لكنها تعمل كوسيلة توعية تشجع الأفراد على التفكير بعمق في صحة القلب والعوامل المرتبطة بنمط الحياة، مثل التغذية الصحية، ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين.
تمثل هذه الحاسبة خطوة مهمة في الوقاية المبكرة من أمراض القلب، حيث تمنح المستخدمين أداة سهلة الاستخدام لفهم مخاطرهم الشخصية، وتحثهم على اتخاذ قرارات صحية أكثر ووعيًا، قبل أن تتفاقم المشاكل الصحية، مما يعزز من جهود الرعاية الصحية الوقائية ويعيد تعريف طريقة تعامل الأفراد مع صحتهم القلبية على المدى الطويل.
















0 تعليق