أكدت شبكة أطباء السودان أن فرقها الطبية العاملة على الأرض وثقت وصول أكثر من 243 امرأة حامل من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إلى معسكرات النازحين في بلدتي طويلة والدبة
وأوضحت الشبكة، في بيان الثلاثاء، أن هذه النساء يعانين ظروفًا صحية وإنسانية صعبة، في ظل تدهور الوضع الأمني والانساني بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع بحق المدنيين.
تسجيل حالا ولادة مبكرة وحالات اجهاض
وأشار البيان إلى أن الفرق الطبية سجلت حالات ولادة مبكرة وحالات إجهاض نتيجة الظروف الصعبة التي واجهتها النساء خلال فرارهن من الفاشر، والتي تتزامن مع استمرار الحصار وعمليات القصف العشوائي والمواجهات المسلحة في المدينة. وأضافت الشبكة أن المنظمات الصحية الموجودة في الميدان تبذل جهودًا مضاعفة لتقديم الرعاية الطبية الطارئة للنساء الحوامل، رغم محدودية الإمكانيات وتحديات الوصول إلى المناطق المنكوبة.
وأكدت شبكة أطباء السودان أن هذه المعاناة الإنسانية تمثل جزءًا من سلسلة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في دارفور، والتي تشمل القتل، والاغتصاب، والتشريد القسري للمدنيين، خصوصًا النساء والأطفال.
أشارت الشبكة إلى أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لمحاسبة مرتكبيها وتقديم الدعم الفوري للضحايا.
وأوضح البيان أن الوضع الصحي للنساء الحوامل في المعسكرات لا يزال هشًا للغاية، حيث يفتقد كثيرون إلى الرعاية المتخصصة والمستلزمات الطبية الأساسية، بما في ذلك الأدوية، والمعدات الطبية، وخدمات الولادة الآمنة. وأضافت الشبكة أن بعض الحالات الحرجة تضطر إلى التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى المراكز الصحية، مما يزيد من مخاطر المضاعفات والوفيات، في وقت يعجز فيه النظام الصحي المحلي عن استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين.
من جانبها، أكدت الجهات الإنسانية الدولية أن الوضع في معسكرات طويلة والدبة يمثل كارثة صحية وإنسانية، وأن النساء الحوامل والرضع والأطفال يشكلون الشريحة الأكثر عرضة للمخاطر، مع نقص الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية الأساسية. ودعت هذه الجهات جميع الأطراف، بما في ذلك السلطات المحلية والدولية، إلى التدخل العاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين من المزيد من الانتهاكات.
وختمت شبكة أطباء السودان بيانها بالتأكيد على أن استمرار أعمال العنف والإرهاب التي تمارسها ميليشيا الدعم السريع تهدد استقرار المنطقة وتفاقم الأزمة الإنسانية، داعية كل المنظمات الحقوقية والإنسانية والسلطات الدولية إلى توثيق الجرائم وملاحقة المسؤولين عنها قانونيًا، والعمل على توفير الحماية الفعلية للنساء والأطفال والنازحين.
يأتي هذا التوثيق في إطار جهود شبكة أطباء السودان لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة في دارفور، والتي تعد من أسوأ الأزمات في المنطقة حاليًا، مع التركيز على حماية حقوق النساء الحوامل وتقديم الدعم الطبي والإنساني العاجل للضحايا.















0 تعليق