رئيس وزراء روسيا: التعاون مع الصين أثبت قدرته على الصمود رغم التحديات الخارجية

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن التعاون بين روسيا والصين أثبت جدارته وصلابته في مواجهة التحديات الدولية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة نموًا متسارعًا وعمقًا استراتيجيًا يعكس الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة. وجاءت تصريحات ميشوستين خلال لقائه نظيره الصيني لي تشيانج في العاصمة موسكو، حيث عقد الطرفان اجتماعًا موسعًا ناقشا خلاله مسار الشراكة الاقتصادية والتجارية ومجالات التعاون في الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية.

وقال ميشوستين في مستهل الاجتماع إن "التعاون الروسي–الصيني مر بعدد من الاختبارات الصعبة خلال السنوات الماضية، سواء بسبب التطورات الجيوسياسية أو الضغوط الاقتصادية على دول العالم، لكنه أثبت قدرته على الصمود، وواصل النمو رغم كل التحديات". وأضاف أن العلاقات بين موسكو وبكين تُعَدُّ اليوم أحد النماذج البارزة على التعاون الدولي القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وأشار رئيس الوزراء الروسي إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد ارتفاعًا لافتًا، حيث تجاوز مستويات قياسية خلال العامين الماضيين، مدفوعًا بازدهار التعاون في مجالات الطاقة والمواد الخام والزراعة والتكنولوجيا. ولفت إلى أن موسكو وبكين تعملان على توسيع استخدام العملات المحلية في التبادلات المالية، بما يسهم في تعزيز الاستقلال الاقتصادي للطرفين وتقليل الاعتماد على الأنظمة المالية الغربية.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج أن العلاقات بين الصين وروسيا قائمة على رؤية طويلة المدى واستراتيجية شاملة، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين لم يتأثر بالاضطرابات العالمية، بل تحوّل إلى عامل استقرار في النظام الدولي. وقال لي تشيانج إن الصين ترى في روسيا شريكًا موثوقًا في مجالات متعددة، بدءًا من الطاقة والتجارة وصولًا إلى الابتكار والتقنيات المتقدمة.

وأضاف المسؤول الصيني أن بلاده حريصة على تعزيز التكامل بين مبادرة "الحزام والطريق" والمشروعات التنموية الروسية، خصوصًا في مجالات النقل واللوجستيات وربط شبكات التجارة الإقليمية. وأكد أن التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعات عالية الدقة سيكون ضمن أولويات المرحلة المقبلة، بهدف دعم النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية في البلدين.

وتناول الاجتماع عددًا من الملفات الإقليمية والدولية، حيث شدّد الطرفان على ضرورة دعم الاستقرار العالمي وتعزيز دور المؤسسات الدولية، وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأكد الجانبان رفضهما لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعمهما لحلول دبلوماسية للأزمات، بما يتوافق مع القوانين الدولية.

ويرى خبراء العلاقات الدولية أن الشراكة الروسية–الصينية أصبحت أكثر أهمية في ضوء التوترات الجيوسياسية العالمية، خصوصًا مع استمرار الضغوط الاقتصادية الغربية على روسيا، وزيادة المنافسة التجارية بين الصين والولايات المتحدة. ويؤكد محللون أن كلا البلدين يسعيان إلى بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر توازنًا، يقوم على التنويع والتكامل الإقليمي، بعيدًا عن مراكز الضغط التقليدية.

كما يتوقع مراقبون أن تشهد العلاقات الروسية–الصينية مزيدًا من التوسع خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في مجالات الطاقة النظيفة والصناعات الرقمية والنقل عبر الممرات البرية والبحرية، وهو ما سيسهم في تعزيز النفوذ الاقتصادي للبلدين في آسيا وأوروبا.

وفي ختام اللقاء، شدد ميشوستين ولي تشيانج على أهمية استمرار التواصل بين حكومتي البلدين لضمان متابعة المشاريع المشتركة وتنفيذ الاتفاقات الموقعة، مؤكدين أن العلاقات الروسية–الصينية ستواصل تطورها بوصفها ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي والدولي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق