فى إطار فعاليات الدورة الـ٤٦ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، تحضر السينما الفلسطينية بقوة هذا العام، لتسليط الضوء على قضايا الهوية والصمود والمقاومة، عبر مجموعة من الأعمال التى تعرض جوانب مختلفة من تجربة الشعب الفلسطينى. 

ويبرز فيلم «ضايل عنا عرض» كأحد أبرز هذه الأعمال الفلسطينية، مع توثيقه حالة الدمار التى خلفها العدوان الإسرائيلى فى غزة، من خلال متابعة «فرقة سيرك غزة الحرة»، المكونة من «يوسف» و«بطوط» و«إسماعيل» و«محمد» و«جاست»، الذين يستخدمون فنهم كوسيلة للمقاومة، وإعادة الأمل للأطفال فى الملاجئ والشوارع، وسط ظروف الحرب والدمار.

ويعرض المهرجان أيضًا فيلم «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، الحاصل على جائزة «الأسد الفضى» فى مهرجان فينيسيا السينمائى، وفيلم «حبيبى حسين»، وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والسعودية وألمانيا والسويد، ويتناول قصة «حسين درابى»، آخر عارض أفلام فى إحدى دور السينما القديمة بمدينة جنين، الذى يجد نفسه غريبًا بعد أن أعادت منظمة ألمانية ترميم السينما التى أفنى عمره فيها، ليواجه التغيرات التى طرأت على المكان، ويعيد اكتشاف دوره كحافظ للذاكرة السينمائية الفلسطينية. 

كما يعرض فيلم «من لا يزال حياة»، إنتاج مشترك بين فلسطين وفرنسا وسويسرا، من إخراج نيكولاس واديمو، الذى يرصد تجارب ٩ أشخاص من غزة يحاولون استعادة تفاصيل حياتهم قبل الحرب وخلالها. وتضم القائمة كذلك فيلم «كان ياما كان»، الذى سبق أن حصل على جائزة أفضل مخرج فى مسابقة «نظرة ما» فى مهرجان «كان»، وعُرض فى أكثر من ٢٠ مهرجانًا عالميًا، وهو يعكس التحديات اليومية للشباب الفلسطينى، من خلال قصة صداقة تجمع «يحيى» و«أسامة»، وتؤدى بهما الظروف إلى مواجهة الشرطة الفاسدة، ليكون العمل نموذجًا لقوة السرد الفلسطينى فى معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية.

ويشارك أيضًا فيلم «فلسطينى على الطريق» ضمن مسابقة البانوراما الدولية، والذى يتتبع رحلة «إسماعيل»، مخرج فلسطينى، على الطريق الذى مر منه المسيح قبل ٢٠٠٠ عام، بحثًا عن القصص والحكايات المرتبطة بالتراث الفلسطينى، مستعرضًا فى الوقت نفسه صمود الفلسطينيين وتشبثهم بحياتهم وهويتهم.