مع مرور الأيام وتتقارب اللحظات المباركة، تتجه الأنظار نحو الشهر الفضيل الذي يمتلئ بالروحانيات والسكينة، فبعد 94 يوماً فقط سيطل علينا شهر رمضان لعام 1447 هجرياً، وهو الموعد الذي ينتظره المسلمون في كل مكان حول العالم بقلوب يملؤها الشوق لتلك الأجواء الروحانية والمظاهر التعبدية.
وبحسب الحسابات الفلكية الدقيقة، فإن أول أيام رمضان لعام 2026 ميلادياً سيكون يوم الخميس 19 فبراير 2026، وفق ما أعلنه الخبراء الفلكيون، ليبدأ بذلك موسم من الصيام والقيام والرحمة.
أول أيام رمضان: فلكياً محدد بدقة
يعتمد تحديد بداية شهر رمضان على دورة القمر حول الأرض، حيث يشكل الشهر الهجري وحدة زمنية تتوافق مع الشهر القمري. ويتكون التقويم الهجري من اثني عشر شهراً تبدأ بـ "المحرم" وتنتهي بـ "ذو الحجة"، ليشكل بذلك منظومة زمنية متكاملة ترتبط بحركة القمر بشكل مباشر، وهو ما يجعل كل سنة هجرية تختلف عن الأخرى بمقدار يوم أو يومين تقريباً حسب الرؤية الفلكية أو الهلالية.
التقويم الهجري: إرث عمراني وروحي
التقويم الهجري، أو القمري كما يطلق عليه، يعتمد على رؤية القمر لتحديد الأشهر، وهو تقويم رسمي في بعض الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية، حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشؤون الدينية والاجتماعية. تأسس هذا التقويم على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجعل هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول (24 سبتمبر 622م) مرجعاً لأول سنة هجرية، وهو ما يمنح هذا التقويم بعداً روحياً وتاريخياً لا يمكن تجاهله.
لمحة عن أهمية رمضان الروحية
شهر رمضان ليس مجرد أيام صوم، بل هو رحلة كاملة تتخللها العبادة، التوبة، والتأمل الروحي، حيث يسعى المسلمون خلاله إلى التقرب إلى الله بالصوم والصلاة والصدقات، ويشكل فرصة لإعادة تقييم الذات وتجديد الروح والعقل. وكل لحظة في هذا الشهر المبارك تصبح شاهداً على الانضباط الروحي والتقوى العملية، ما يجعله أكثر من مجرد توقيت، بل مرحلة من النقاء الروحي.
إن العد التنازلي لشهر رمضان 2026 قد بدأ، ومعه يترقب الملايين حول العالم أولى ساعات الصيام، لتبدأ رحلة شهر الغيب التي تجمع بين الروحانية، التأمل، والانضباط الزمني وفق معطيات فلكية دقيقة، تمنح التقويم الهجري رونقاً فريداً يجمع بين العلم والدين والتاريخ.















0 تعليق