BBC في مرمى المساءلة.. كيف زورت بي بي سي خطابات الرئيس ترمب؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت الساعات الماضية تصاعدًا ملحوظًا في الجدل حول هيئة الإذاعة البريطانية BBC، بعد تفجّر أزمة تتعلق بطريقة تعاملها مع مقاطع من خطاب سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي الأزمة التي امتدت تداعياتها من منصات التواصل إلى الأوساط الإعلامية والسياسية على حد سواء. 

 

فمع توالي الاتهامات للمؤسسة العريقة باقتطاع أجزاء من الخطاب وإعادة تقديمها بصورة مغايرة للسياق الأصلي، بدأ النقاش يتوسع حول حدود المهنية في التحرير التلفزيوني، ودور التكنولوجيا الحديث خاصة أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى وتشكيل الرأي العام. وفي ظل احتدام ردود الفعل الدولية، باتت القضية تمثل اختبارًا جديدًا لمصداقية واحدة من أقدم وأكبر المؤسسات الإعلامية في العالم.

 

كيف زورت بي بي سي (BBC) خطابات الرئيس الأمريكي ترمب؟

أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) اعتذارًا رسميًا لدونالد ترمب، إثر تعديل مثير للجدل في مقطع من خطاب ألقاه في 6 يناير 2021، والذي عُرض ضمن فيلم وثائقي لبرنامج Panorama. جاء ذلك بعد اتهامات بأن الهيئة قامت بجمع أجزاء من خطاب ترمب من فترتين مختلفتين وأعادت تركيبها لتبدو كأنها جملة واحدة تحضّ على العنف.

 

بعد ساعات قليلة من تقديم هيئة الإذاعة البريطانية BBC اعتذارًا رسميًا عن تعديلها لمقطع من خطاب سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أحد برامجها الوثائقية، كشفت صحيفة التليجراف عن وقوع تعديل آخر في برنامج مختلف يبث على القناة نفسها، شمل قصّ مشهد من الخطاب ذاته وتجاهل المخاوف المهنية التي أثارها بعض العاملين بشأن هذا الإجراء. هذا الكشف الجديد زاد من تعقيد الأزمة التي تواجه المؤسسة الإعلامية العريقة، وطرح تساؤلات إضافية حول معايير التحرير داخل غرفة الأخبار.

 

فضيحة غير مسبوقة في ذكرى انطلاق BBC

وفي اليوم الذي كان من المفترض أن تحتفي فيه بي بي سي لندن بذكرى مرور 103 أعوام على انطلاق بثها الإذاعي الأول في 14 نوفمبر 1922، وجدت المؤسسة نفسها غارقة في تداعيات فضيحة التلاعب بخطاب ترامب، التي باتت تلاحقها وتلقي بظلال ثقيلة على سمعتها الدولية باعتبارها واحدة من أكثر المؤسسات الإعلامية تأثيرًا في العالم.


تأتي خطورة هذه القضية من كون التعديلات التي أُجريت على خطاب ترامب لا تتعلق بأخطاء تحريرية بسيطة، بل بعمليات مونتاج أعادت ترتيب الجمل وتوقيتاتها، ما غيّر سياق الخطاب الأصلي وأعطى انطباعًا مغايرًا لمضمونه الحقيقي

 

ووفق “الجارديان”  تم ربط عبارتين من خطاب ترمب، الأولى تقول: “We’re going to walk down to the Capitol …”، والثانية “We fight like hell”، وهما في الواقع من نقاط زمنية مختلفة في الخطاب، لكنّ المونتاج جعلهما تظهران كمناشدة متصلة نحو التحشيد. 


هذا التحريف أعطى للجمهور انطباعًا خاطئًا بأن ترمب كان يدعو مباشرة إلى العنف والقتال فإن مثل هذه التعديلات تُعد خرقًا جوهريًا للمعايير الصحفية التي تفرض الدقة والنزاهة وعدم اجتزاء التصريحات بما يؤدي إلى تضليل الجمهور.

 

 ومع تكرار الاتهامات، باتت BBC تواجه أزمة ثقة قد تتطلب مراجعات عميقة لسياساتها التحريرية وإجراءات الرقابة الداخلية.

 

تساؤلات واسعة حول ضوابط التحرير والمسؤولية المهنية

وفي هذا الصدد قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، إن هيئة الإذاعة البريطانية BBC قامت باقتطاع أجزاء من أحد خطابات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعرضها بطريقة مغايرة لسياقها الحقيقي، وهو ما أدى إلى غضب شديد من جانب ترامب وإدارته، وتسبّب بحسب قوله  في فرض غرامة مالية ضخمة على المؤسسة.

 

وأوضح سنجر، أن بعض الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي استُخدمت في معالجة محتوى الخطابات، مما أدى إلى تغيير المعنى الأصلي وإعادة تقديمه بشكل يمكن أن يؤثر على الرأي العام الأمريكي وانتماء المواطنين إلى حكومتهم. 

 

وأضاف أن هذا النوع من التلاعب يثير تساؤلات واسعة حول ضوابط التحرير والمسؤولية المهنية للمؤسسات الإعلامية الكبرى.

 

استقالات رفيعة المستوى من داخل بي بي سي

بعد تفجر الأزمة، استقال المدير العام لبي بي سي تيم ديفي، والرئيسة التنفيذية للأخبار ديبورا تورنيس، مما يعكس حجم الضغوط الداخلية والخارجية على الهيئة وصف بعض المراقبين ما حصل بأنه أزمة وجودية لـ “مؤسسة بي بي سي” التي تواجه الآن تحديات كبيرة في مصداقيتها.

 

موقف بي بي سي القانوني

رغم الاعتذار، رفضت بي بي سي دفع أي تعويض مالي لـ ترامب، متحدّية طلبه للمليار دولار كتعويض عن “الضرر المعنوي والسمعة”، معتبرة أن المطالبات لا تستند إلى أساس قانوني. 


وأوضحت بي بي سي إن المونتاج لم يكن بنية تشويه، بل كان “خطأ في التقدير”، وإن الأجزاء التي تم تعديلها لم تكن مقصودة لترويج عنف كما أعلنت أنها لن تعيد بث الوثائقي المعني “Trump: A Second Chance?” على أي من منصاتها. 

 

ترامب يرفع دعوى قضائية ضد قناة "بي بي سي"

أعلن البيت الأبيض، عن رفع دعوى قضائية ضد قناة "بي بي سي"، فيما رفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التأكيد على ما إذا كان سيحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التراجع عن مقاضاة القناة.

 

وأفاد البيت الأبيض، بأن فريق ترامب القانوني رفع دعوى قضائية ضد قناة "بي بي سي"، مشيرًا إلى أن الرسائل الإلكترونية الخاصة بملف "إبستين" تثبت أن ترامب لم يفعل شيئًا خاطئًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق