أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، اليوم الخميس، أن المواطنين الذين هُجّروا قسرًا من مدن الفاشر وبارا والنهود، لم يتجهوا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الدعم السريع، بل فضلوا السير لمسافات طويلة نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة السودانية.
وقال البرهان في حديثه إن هذا السلوك الشعبي يعكس وعي المواطنين ورفضهم القاطع لسلطة الميليشيا الخارجة عن القانون، مضيفًا أن النازحين يعلمون تمامًا أين الأمان، وأين الدولة التي تحميهم، وأين الخطر الذي يهدد حياتهم وأعراضهم.
آلاف الأسر قطعت مئات الكيلومترات
وأوضح رئيس مجلس السيادة، أن آلاف الأسر قطعت مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام في ظروف بالغة الصعوبة، بحثًا عن ملاذ آمن من بطش ميليشيا الدعم السريع، التي ارتكبت انتهاكات واسعة في المدن والقرى التي سيطرت عليها، شملت القتل والنهب والتدمير الممنهج للمنازل والمرافق العامة.
وأكد "البرهان" أن الدولة السودانية تبذل جهودًا مكثفة لتأمين طرق الإمداد الإنساني وتوفير المأوى والغذاء والعلاج للنازحين الذين تدفقوا على المناطق الحكومية في ولايات شمال كردفان والجزيرة ونهر النيل.
كما شدد على أن هذا النزوح الواسع نحو مناطق الدولة يبعث رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن الشعب السوداني يرفض حكم الميليشيات، ويتمسك بمؤسسات الدولة وجيشه الوطني.
وتشير التطورات الميدانية الأخيرة إلى أن الجيش السوداني يمضي قدمًا في استعادة السيطرة على المناطق الحيوية، فيما تتزايد الدعوات الدولية لفرض عقوبات على الأطراف الداعمة لميليشيا الدعم السريع، التي أصبحت وفق تقارير أممية "الخطر الأكبر على وحدة السودان واستقراره".
ويؤكد محللون أن مسار النزوح الجماعي نحو المناطق الحكومية لم يكن مجرد خيار اضطراري، بل هو موقف وطني وشعبي واضح ضد التمرد، يعبر عن رفض السودانيين لسلطة الميليشيا وثقتهم في الدولة ومؤسساتها.








0 تعليق