عقد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعًا موسعًا مع الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، لبحث سبل التعاون بين الوزارتين، والاستفادة من الخدمات المتنوعة التي يقدمها بنك المعرفة المصري، وذلك بحضور نخبة من قيادات الوزارتين وخبراء بنك المعرفة بمجمع التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة.
وذلك في إطار توجه الدولة نحو تعزيز الاستثمار في المعرفة والتحول الرقمي في نشر العلوم والثقافة.
بنك المعرفة المصري يُعد واحدًا من أبرز بنوك المعرفة عالميًا
وأكد الدكتور أيمن عاشور خلال اللقاء أن بنك المعرفة المصري يُعد واحدًا من أبرز بنوك المعرفة عالميًا، بما يقدمه من مصادر معرفية وثقافية وعلمية تُسهم في دعم التعليم والبحث العلمي، مشيرًا إلى إشادة منظمتي اليونسكو واليونيسف بنجاح التجربة المصرية في بناء منصة معرفية متكاملة تخدم جميع فئات المجتمع. وأوضح الوزير أن البنك لم يعد مجرد منصة رقمية، بل أصبح أداة إستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء القدرات البحثية ودعم رؤية مصر 2030، مشددًا على أن التعاون مع وزارة الأوقاف يعزز دمج المعرفة الدينية والعلمية في إطار رقمي موحد يخدم مختلف شرائح المجتمع.
وأشار وزير التعليم العالي إلى أن هذه الشراكة تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تمكين المؤسسات الدينية من أدوات المعرفة الحديثة، وبناء مجتمع معرفي متكامل قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، مؤكدًا أن الاستثمار في المعرفة هو الطريق الأمثل للتنمية والتنوير.
بنك المعرفة المصري سيتيح للأئمة الوصول إلى مصادر علمية وشرعية موثوقة
من جانبه، أوضح الدكتور أسامة الأزهري أن التعاون مع وزارة التعليم العالي يُمثل خطوة مهمة لتمكين الأئمة والدعاة من أدوات البحث العلمي، مشيرًا إلى أن بنك المعرفة المصري سيتيح للأئمة الوصول إلى مصادر علمية وشرعية موثوقة تساعدهم على أداء رسالتهم الدعوية بأساليب عصرية تعتمد على الفهم والتأصيل العلمي، ونشر القيم والسلوكيات الإيجابية في المجتمع. وأضاف أن الشراكة ستسهم في تعزيز المحتوى الدعوي الرقمي وتوسيع نطاق إنتاج المعرفة الدينية المستنيرة، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف تتبنى رؤية جديدة لتأهيل الأئمة الرقميين القادرين على توظيف التكنولوجيا في نشر صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف.
وخلال الاجتماع، استعرض الجانبان آليات إتاحة المحتوى العلمي والرقمي عبر بنك المعرفة لصالح الأئمة والدعاة والباحثين بوزارة الأوقاف، إلى جانب بحث إنتاج أفلام كارتونية توعوية ضمن مبادرة “صحح مفاهيمك” على غرار سلسلة أفلام “نور” التي أُنتجت سابقًا بالتعاون مع الأزهر الشريف، بهدف غرس القيم والأخلاق الصحيحة في النشء. كما ناقش الوزيران إطلاق برنامج تدريبي مشترك لتأهيل الأئمة على أدوات البحث والنشر الرقمي، وتحويل سلاسل التراث والمخطوطات التابعة لوزارة الأوقاف إلى محتوى رقمي متاح عبر بنك المعرفة المصري.
من جانبه، قدّم الدكتور ماجد الصادق، أمين عام بنك المعرفة المصري، عرضًا تفصيليًا عن محتوى البنك الذي يضم أكثر من 1.4 مليون أطروحة علمية، و250 ألف كتاب، و7200 دورية، و28 ألف مورد رقمي متعدد اللغات، إلى جانب بوابة الدوريات المصرية، ومستودع رقمي وطني للبحوث، ومنصات لإدارة المؤتمرات، وبرامج تدريب مهني مستمر.
واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أن هذه الشراكة تمثل نقلة نوعية في توظيف المعرفة لخدمة الدعوة والعلم معًا، وترسيخ الدور الريادي لمصر في دمج التكنولوجيا بالثقافة الدينية والبحث العلمي لبناء مجتمع معرفي مستدام يقوم على العلم والتنوير.
0 تعليق