تشهد مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان تصعيدًا خطيرًا في وتيرة المعارك بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع المتمردة وسط مخاوف من توسع رقعة المواجهات إلى مناطق أخرى في الإقليم الذي يشكل محورًا استراتيجيًا في قلب السودان.
وأكدت مصادر ميدانية أن ميليشيا الدعم السريع دفعت خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات كبيرة إلى محيط بابنوسة، في محاولة للسيطرة على المدينة التي تُعدّ موقعًا عسكريًا مهمًا لوجود الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني داخلها.
كما أن هذا التحرك المريب جاء بعد سلسلة من الانتهاكات التي نفذتها المليشيا في ولايات كردفان ودارفور، ما يثير مخاوف من تكرار سيناريو الفاشر ومجازرها المروّعة بحق المدنيين.
الجيش السوداني يفرض سيطرته الكاملة على المدينة
وفقًا لمراسلين محليين، فإن الجيش السوداني يفرض سيطرته الكاملة على المدينة ويستعد لصدّ أي هجوم محتمل بينما تواصل المليشيا محاولاتها لإحداث اختراق عسكري باستخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة التي تستهدف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية بلا تمييز.
وأفادت التقارير بسقوط ضحايا مدنيين نتيجة القصف العشوائي الذي شنّته قوات الدعم السريع في أطراف المدينة، في مشهد يعكس حجم الاستهتار بأرواح الأبرياء.
وتأتي هذه التطورات في وقت يعيش فيه سكان غرب كردفان أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، مع تزايد موجات النزوح الجماعي من المناطق المحيطة ببابنوسة، حيث يفرّ الأهالي سيرًا على الأقدام نحو مناطق أكثر أمنًا في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية ونقص الغذاء والدواء.
وشهدت الطرق المؤدية إلى الأبيض والمجلد تدفق مئات الأسر التي تركت منازلها بعد اشتداد المعارك، بينما تعاني المستشفيات المحلية من عجز كامل في استقبال الجرحى بسبب انعدام الإمدادات الطبية.
ويرى البعض أن تحركات ميليشيا الدعم السريع في كردفان تهدف إلى فتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط عن قواتها المنهارة في دارفور بعد سلسلة الهزائم التي تكبّدتها أمام الجيش والمقاومة الشعبية غير أن موقع بابنوسة يجعلها معركة محفوفة بالمخاطر، إذ تمثل المدينة عقدة مواصلات حيوية بين دارفور وكردفان والخرطوم، ما يجعل السيطرة عليها رهانًا استراتيجيًا لكلا الطرفين.
وأكدت القيادة العامة للجيش السوداني أن قواتها “تتعامل بحزم مع المليشيات المتمردة”، متعهدة “بتطهير كامل مناطق غرب كردفان من فلول الدعم السريع ومرتزقته”، محذّرة من أن الجيش “لن يسمح بتهديد المدنيين أو تعريض وحدة البلاد للخطر”.
في الأثناء، تتواصل الإدانات الحقوقية ضد جرائم الدعم السريع التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خاصة بعد التقارير التي وثّقت عمليات القتل الجماعي والاغتصاب والنهب في ولايات كردفان ودارفور.
وطالب ناشطون ومراقبون المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، وفرض عقوبات على الدول التي تموّل وتسلّح المليشيا المتمردة.














0 تعليق